وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري .. رحيل يترك فراغًا في عالم الإعلام
18 سبتمبر 2025839 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط:
16
فُجع الوسط الإعلامي والفني اللبناني والعربي، فجر اليوم الخميس 18 سبتمبر / أيلول 2025، بخبر وفاة الإعلامية والممثلة اللبنانية يمنى شري عن عمر ناهز 55 عامًا، وذلك أثناء إقامتها في كندا، حيث كانت تعيش خلال السنوات الأخيرة من حياتها.
الخبر شكّل صدمة واسعة لدى جمهورها ومحبيها، خاصة بعد تداول أنباء سابقة عن أزمة صحية كانت تمر بها خلال الشهرين الماضيين، دون أن تُكشف تفاصيلها رسميًا.
وأكدت مصادر أن شري توفيت إثر صراع قصير مع مرض سرطان الرئة، الذي تم اكتشافه مؤخرًا خلال تواجدها في كندا.
وعلى الرغم من خضوعها للعلاج، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بشكل سريع خلال الأسابيع الأخيرة، لتنطفئ فجأة مسيرة إعلامية وفنية امتدت لثلاثة عقود.
* مسيرة إعلامية حافلة بدأت من الإذاعة
بدأت يمنى شري مشوارها المهني من إذاعة "صوت الشعب"، قبل أن تنتقل إلى شاشة "تلفزيون المستقبل"، حيث قدمت عددًا من البرامج التي رسّخت اسمها في ذاكرة المشاهد اللبناني والعربي، أبرزها: "القمر عالباب" ، "هلا يمنى" ، و "الليل المفتوح".
تميزت شري بأسلوبها العفوي والإنساني الدافئ، ما منحها جماهيرية كبيرة وجعل منها وجهًا مألوفًا ومرحبًا به في المناسبات والمهرجانات.
لاحقًا، انتقلت إلى قناة "الجديد"، وقدّمت عبرها مجموعة من البرامج النوعية، محافظة على حضورها رغم انتقالها للعيش في كندا، حيث استمرت بتقديم إطلالات متقطعة، متواصلة مع جمهورها حتى السنوات الأخيرة.
* حضور لافت في المهرجانات وتجارب تمثيلية ناجحة
عُرفت يمنى شري أيضًا بتغطياتها المباشرة لأبرز المهرجانات الفنية في الوطن العربي، من بينها "مهرجان هلا فبراير" في الكويت، "مهرجان دبي للتسوق"، و "مهرجان جرش للثقافة والفنون" في الأردن، حيث تألقت بلباقتها وكاريزما حضورها على الهواء مباشرة.
كما خاضت تجارب تمثيلية ناجحة، فظهرت في أعمال درامية نالت متابعة واسعة، مثل : "الباشا"، "هند خانم" ، و "حياة سكول"، ما جعلها تجمع بين المهارة الإعلامية والموهبة التمثيلية في مسيرتها.
* خلفية أكاديمية تدعم التميز
الراحلة كانت تحمل شهادتين جامعيتين، الأولى في الأدب الفرنسي من جامعة القديس يوسف (اليسوعية)، والثانية في الإعلام _ اختصاص إذاعة وتلفزيون من الجامعة اللبنانية، وهو ما شكّل الأساس العلمي لنجاحها وتنوعها في المجالات الإعلامية والثقافية والفنية.
* حزن كبير و رسائل وداع مؤثرة من زملائها
ما إن أُعلن خبر وفاتها، حتى تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات نعي وتعبير عن الأسى، حيث شارك عدد كبير من زملائها ومحبيها كلمات مؤثرة في وداعها.
الإعلامية كارين سلامة عبّرت عن صدمتها الشديدة عبر "إنستغرام"، وقالت :
"يمنى ما عم صدق … لا لا لا لا لا ما عم صدق. اللّٰـه يرحمك يا حبيبة قلبي … يا اللّٰـه يا يمنى".
أما الإعلامية ريما كركي ، فكتبت :
"شو هالإنسانة يلي وين ما بتكون، المرح، الذكا، الحب، وحب الحياة بيكون … طاقة فرح ونجاح وقوة ومحبة … رح اشتاق لكل الفضفضات بالساعات يا يمنى ، يا نكهة حياة يلي بيحبوكي".
بدوره، كتب الإعلامي يكاردو كرم على صفحاته :
"بدأنا المشوار معًا في أوائل التسعينيات. لم ألتقِ بها وجهًا لوجه، لكننا كنّا على تواصل دائم. رحيلها يترك فراغًا كبيرًا، لكنها ستبقى في الذاكرة إنسانة مليئة بالحياة".
* النقابة تنعاها .. والجمهور يترقب ترتيبات الوداع
نعت نقابة الفنانين المحترفين في لبنان الإعلامية الراحلة بكلمات أشادت بمسيرتها وإنسانيتها، مؤكدة أنها كانت من أبرز الأسماء التي أثرت المشهد الإعلامي اللبناني خلال أوج ازدهاره.
حتى اللحظة ، لم تُعلن عائلتها أي تفاصيل رسمية بشأن موعد الجنازة أو ترتيبات العزاء، وسط توقعات بإصدار بيان قريب من كندا أو لبنان لتحديد هذه التفاصيل.
* يمنى شري ... إرث إعلامي لا يُنسى
برحيلها، تُغلق يمنى شري فصلًا مضيئًا من تاريخ الإعلام اللبناني، تاركة وراءها إرثًا من الحضور الدافئ، والكلمة الصادقة، والنجاح المتنوع، الذي سيبقى محفورًا في ذاكرة جمهورها وأرشيف الإعلام العربي.