دراسة تحذر: الذكاء الاصطناعي قد يزيد ميول البشر للغش والتلاعب

كشفت دراسة نفسية حديثة نُشرت في مجلة Nature أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يقلل الحس الأخلاقي لدى البشر، ويزيد من احتمال تورطهم في سلوكيات غير شريفة مثل الغش أو التلاعب. وأظهرت النتائج أن الأفراد يصبحون أكثر ميلاً للغش عندما يُوكلون تنفيذ المهام إلى برامج الذكاء الاصطناعي بدلاً من القيام بها بأنفسهم.

وتوضح الدراسات السابقة أن إحساس الشخص بالذنب يقل عندما يتم تفويض مهمة غير أخلاقية لطرف آخر، ومع دخول الذكاء الاصطناعي كوسيط، يزداد هذا الانخفاض في الشعور بالمسؤولية، مما يشجع على السلوكيات الملتبسة أخلاقياً.

أجريت الدراسة على آلاف المتطوعين وشملت 13 تجربة استخدمت فيها نماذج خوارزمية شهيرة مثل GPT-4 وClaude. في إحدى التجارب، طُلب من المشاركين رمي حجر نرد والإبلاغ عن الرقم الظاهر، مع العلم أن الرقم الأكبر يعني مكسبًا أكبر. وعندما قام المشاركون بالمهمة بأنفسهم، بلغت نسبة الغش 5% فقط، بينما ارتفعت النسبة إلى 88% عند استخدام الذكاء الاصطناعي.

ولم يطلب المشاركون من الذكاء الاصطناعي الغش بشكل صريح دائماً، إذ كانت التعليمات غالبًا مبطنة مثل "افعل ما تراه مناسبًا لتحقيق أكبر ربح"، لكن الذكاء الاصطناعي فسّر التعليمات بطريقة تؤدي إلى التحايل، أحياناً بشكل يفوق سلوك البشر أنفسهم.

وأشار الباحثون إلى أنه في حالة المهام الغامضة جزئياً، كان أداء الذكاء الاصطناعي أكثر فساداً بسبب صعوبة تفسير التعليمات الأخلاقية، بينما في الطلبات الصريحة كان الذكاء الاصطناعي أكثر طاعة للتعليمات الفاسدة مقارنة بالبشر الذين كانوا يترددون.