اجتياح بري إسرائيلي لغزة اليوم ومصير الأسرى ما يزال مجهولًا

في تطور ميداني خطير، بدأت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء عملية اجتياح بري واسعة لمدينة غزة، وسط قصف مكثف وتحرك للدبابات باتجاه السياج الحدودي، ما أدى إلى موجة نزوح جماعي للسكان جنوباً، رغم غياب أي مناطق آمنة داخل القطاع المحاصر.

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن التوغل لا يزال في مراحله الأولى، مشيرة إلى أن الدبابات لم تصل بعد إلى مركز المدينة أو تسيطر على مواقع حيوية.

وأضافت أن العملية تتم بمشاركة لواءين قتاليين، على أن ينضم لواء ثالث في وقت لاحق.

تزامناً مع التقدم الميداني، أعرب منتدى يمثل عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس عن قلقه العميق حيال مصير ذويهم.

وقال المنتدى في بيان : "بعد مرور 710 ليالٍ على احتجاز الرهائن، قد تكون هذه الساعات الأخيرة لهم"، في إشارة إلى أن العمليات العسكرية الجارية قد تهدد حياتهم بشكل مباشر.

و وجّه المنتدى اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أنه "قرر التضحية بالرهائن لأسباب سياسية، متجاهلاً تحذيرات وتقييمات صادرة عن قادة الجيش وأجهزة الأمن".

بدورها، حمّلت حركة حماس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن المخاطر التي تهدد حياة الأسرى، مؤكدة أن بدء الاجتياح يعرضهم لخطر داهم.

من جهته، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس من استخدام المحتجزين كدروع بشرية، في ظل استمرار الهجوم البري الإسرائيلي.

في السياق ذاته، وصف المحلل العسكري الأميركي والعقيد المتقاعد في سلاح الجو سيدريك لايتون، في تصريح لشبكة CNN، الهجوم البري بأنه "خطر كبير" على حياة الرهائن، مشيراً إلى أن بقاءهم على قيد الحياة سيكون بمثابة "معجزة".

وقال لايتون : "نوعية القوات التي يتم الدفع بها إلى غزة تُعتبر قوة غاشمة، لا تعتمد على العمليات الدقيقة المطلوبة في مثل هذه الحالات" ، مضيفاً أن "هناك طرقاً عدة لتحرير الرهائن دون تعريضهم للخطر، لكن إسرائيل لا تعتمدها حالياً".

وأضاف : "القوات الإسرائيلية ستضطر لشق طريقها وسط الأنقاض، وقد تواجه صعوبة بالغة في التعامل مع الأنفاق التي ما زالت حماس تديرها بفعالية".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في وقت سابق اليوم عن إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، وذلك خلال جلسة استماع له في محكمة تتعلق بقضية فساد، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

في الأثناء، أفاد مراسلون من غزة أن المدينة تشهد موجة نزوح كثيفة نحو الجنوب، رغم الافتقار لملاجئ آمنة، في ظل تدهور حاد في الوضع الإنساني والخدمي، خصوصاً في القطاع الطبي والإغاثي.