إندبندنت: وقف الحرب في غزة يمنح ترامب مكسبًا تاريخيًا ويضعف نتنياهو سياسيًا
14 أكتوبر 202585 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية في افتتاحيتها أن لحظة وقف إطلاق النار في غزة كشفت عن تباين واضح في مصير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرة أن الأول خرج منتصرًا دبلوماسيًا فيما وجد الثاني نفسه أمام تراجع غير مسبوق في مكانته السياسية.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب تمكن من فرض اتفاق لوقف الحرب عبر ضغوط مباشرة على الحكومة الإسرائيلية، مما أدى إلى إطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى تفاهمات أوسع تمهد لمرحلة سلام جديدة في الشرق الأوسط.
الدبلوماسية الحازمة لترامب
وأشارت الافتتاحية إلى أن ما سمّته "الدبلوماسية القسرية" التي استخدمها ترامب كانت عاملاً حاسمًا في إنهاء الحرب، بعدما أصبحت العمليات الإسرائيلية في غزة غير مقبولة دوليًا حتى من جانب حلفاء تل أبيب المقربين.
وترى الصحيفة أن هذا التطور يمثل نقطة تحول في سياسة واشنطن الشرق أوسطية، إذ عزز صورة ترامب كـ"صانع سلام حازم" استطاع إجبار الأطراف على التهدئة دون اللجوء إلى مسارات تفاوضية طويلة ومعقدة.
النفوذ الأميركي يتعمق داخل إسرائيل
وأكدت إندبندنت أن الولايات المتحدة تمسك الآن بخيوط القرار الإسرائيلي، وأن سياسات تل أبيب باتت تسير وفق أولويات الإستراتيجية الأميركية في المنطقة.
وأضافت أن خطة ترامب للسلام لا تقتصر على وقف الحرب أو تبادل الأسرى، بل تشمل إعادة إعمار غزة، وتوسيع اتفاقات أبراهام، وفرض واقع سياسي جديد يقوم على حل الدولتين يضمن لإسرائيل الاستقرار لا التوسع.
تحذير من التفاؤل المفرط
ورغم الإشادة بنجاح وقف النار، حذرت الصحيفة من التسرع في توقع سلام دائم، مشيرة إلى أن تجارب المنطقة السابقة أظهرت هشاشة الاتفاقات المؤقتة.
وأوضحت أن ملفات مثل نزع سلاح حركة حماس وإشراك إيران في ترتيبات الأمن الإقليمي تبقى عقبات أساسية أمام أي تسوية شاملة.
نتنياهو في مواجهة السقوط السياسي
أما بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فاعتبرت الصحيفة أنه يعيش مرحلة النهاية السياسية، إذ كان يفضّل استمرار الحرب لتجنب محاكمته بتهم الفساد، لكنه وجد نفسه مضطرًا للقبول بوقف النار تحت ضغط أمريكي وشعبي.
وأضافت أن استقبال الجمهور الإسرائيلي له بصيحات استهجان في “ساحة الرهائن” يرمز إلى تآكل صورته كقائد قوي، لتختتم الصحيفة بالقول إن نتنياهو بات يمثل حقبة من الماضي، بينما يسعى ترامب لتكريس نفسه كمهندس مرحلة جديدة في الشرق الأوسط.