الذهب يلمع في ظلّ توقعات الخفض وغيوم الشك حول استقلالية "الفيدرالي"

30 أغسطس 2025463 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة
الذهب يلمع في ظلّ توقعات الخفض وغيوم الشك حول استقلالية "الفيدرالي"

أغلقت أسواق الذهب تعاملات يوم الجمعة 29 آب، على ارتفاع، لتحقق مكاسب شهرية قوية تدعمها حالة من التفاؤل بإقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، بينما تلوح في الأفق معركة قانونية نادرة حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي.


وصعد الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليسجل حوالي 3,442 دولاراً للأونصة، مسجلاً ارتفاعاً شهرياً تجاوز حاجز 4.5%. ولم تكن العقود الآجلة بمنأى عن هذا الأداء، حيث كسبت نحو 1.2% لتصل إلى 3516.10 دولار. ويأتي هذا الأداء في وقت يتجه فيه الدولار الأمريكي نحو تسجيل انخفاض شهري، مما يعزز جاذبية المعدن الأصفر أمام حائزي العملات الأخرى.


ويعود سبب هذا الصعود إلى تعزيز بيانات التضخم الأخيرة للتوقعات بخفض أسعار الفائدة، حيث يستفيد الذهب غير المُدر للعائد من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وقد أكد محافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، هذا التوجه بتجديد دعوته لخفض التكاليف، "مؤكّداً دعمه لخفض الفائدة في سبتمبر، مع الإبقاء على الباب مفتوحاً لمزيد من التخفيضات".


وفي سياق متشابك، يقيم المستثمرون تأثير المعركة القانونية التي أشعلها الرئيس ترامب بمحاولته إقالة محافظة البنك ليزا كوك، والتي رفعت بدورها دعوى قضائية "زعمت فيها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يملك الصلاحية القانونية لعزلها". وقد عُقدت جلسة استماع طارئة للنظر في هذا الأمر، في خطوة غير مسبوقة تهز ثقة الأسواق في استقلالية المؤسسة النقدية الأمريكية.


وعلى الرغم من هذا الأداء القوي، يرى بعض المحللين أن مسار الصعود قد يواجه عقبات. فقد ذكر "كومرتس بنك" في مذكرة: "يستفيد الذهب من حالة عدم اليقين هذه، كما يتضح من التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب والتي بلغت أقل بقليل من 15 طناً في اليومين الماضيين. ومع ذلك، يبدو أن فرص ارتفاع سعر الذهب فوق 3,400 دولار محدودة بشكل متزايد".


من ناحية أخرى، يتجه وول ستريت نحو مزيد من التفاؤل، حيث رفع بنك أوف أميركا توقعاته لسعر الذهب خلال السنوات الست المقبلة بنسبة 6% ليصل إلى 3049 دولاراً، مشيراً في حيثياته إلى "العجز الهيكلي في الولايات المتحدة وتهديدات الرئيس دونالد ترامب لاستقلال مجلس الاحتياطي الفيدرالي".


ويبدو أن التجمع السوقي يتجه نحو تفاؤل حذر، حيث يرى المتعاملون _وفق أداة "فيد ووتش"_ احتمالاً بنسبة 86% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل. ويختتم تيم ووترر من كيه سي إم ترايد الصورة بقوله: "الذهب لا يزال أحد أبرز الملاذات الاستثمارية قبل فترة يُتوقع أن تشهد دورة من تيسير السياسة النقدية الأمريكية بدءاً من الشهر المقبل".


وفي سياق منفصل، شهدت باقي المعادن النفيسة أداءً متبايناً، حيث تراجعت الفضة والبلاتين بنسبة 0.7% لكل منهما، بينما هبط البلاديوم بشكل طفيف بنسبة 0.1%.

مشاركة الخبر