تشهد مناطق واسعة في ريفي اللاذقية وحماة تصاعداً غير مسبوق في حرائق الغابات، وسط ظروف مناخية صعبة ، ما أدى إلى وصول النيران إلى منازل المدنيين وأراضيهم الزراعية، وبدء حركة نزوح جماعي من القرى المهددة.
في محور بلدة مرداش بسهل الغاب شمال غرب حماة، توسعت رقعة الحرائق بسرعة كبيرة، و وصلت ألسنة اللهب إلى منازل المدنيين، بينما يحاول الأهالي التصدي للنيران باستخدام أدوات بسيطة في ظل نقص بفرق الإطفاء.
تشهد القرى القريبة من محور الحرائق نزوحاً كبيراً للسكان، الذين اضطروا لترك منازلهم بعد أن تكبدوا خسائر مادية جسيمة في ممتلكاتهم.
وفي بلدة أبو كليفون، خرج الحريق عن السيطرة تماماً، و وصل إلى المنازل والأراضي الزراعية.
في ريف اللاذقية الشمالي، اندلعت حرائق جديدة في منطقة كسب، امتدت من قرية الشجرة وحتى معبر كسب الحدودي، متسببة في احتراق مساحات واسعة من الغابات الحرجية.
مدير الدفاع المدني في اللاذقية عبد الكافي كيال، أوضح أن فرق الإطفاء و وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة النيران، لكن وعورة التضاريس، سرعة الرياح، كثافة الأشجار، وغياب مصادر المياه، بالإضافة إلى خطر الألغام، تجعل من السيطرة على الحرائق مهمة صعبة للغاية.
وأضاف أن بؤراً جديدة اندلعت باتجاه طريق النبعين والبدروسية، وهي مناطق سبق أن تعرضت لحريق قبل نحو شهر، مؤكداً استمرار العمل على مدار الساعة لمنع تمدد النيران.
كما تتعامل فرق الدفاع المدني مع حرائق أخرى في منطقتي آرا وكفرته بجبل الأكراد، بمشاركة أكثر من ست فرق، بينما تستمر عمليات التبريد في مواقع أخرى مثل دير ماما واليمضية والغاب وعناب، وسط استنفار كامل لجميع الكوادر.
في جبلة و ريفها، شهدت قرية المنيزلة تجدد اشتعال النيران بعد أن كانت قد دخلت مرحلة التبريد، حيث يعمل الأهالي بأقصى جهدهم لإخماد الحريق .
كما تجددت حرائق في قرية رشي قرب فقرو، حيث ناشد السكان الجهات المختصة التدخل بسرعة لمنع انتقال الحريق إلى الطرف الآخر من الطريق.
في ظل هذه الأوضاع، وصل وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح إلى ريف حماة الغربي للإشراف على عمليات إخماد الحرائق، وسط استنفار كامل لجميع كوادر الدفاع المدني والإطفاء والحراج على مستوى المحافظات.
أما في كسب، فقد خرج الوضع عن السيطرة بشكل كامل، لعدم قدرة الأهالي على احتواء النيران نتيجة شدة الرياح، ما يهدد بكارثة بيئية وإنسانية وشيكة.
يستمر الأهالي في كل من سهل الغاب، كسب، جبلة، والقرى الجبلية في مناشدة الجهات الرسمية وفرق الإطفاء للتدخل العاجل والاستعانة بالطيران للسيطرة على هذه الحرائق ، محذرين من امتداد النيران إلى المناطق السكنية والأراضي الزراعية الحيوية.
الوضع لا يزال خطيراً ومفتوحاً على جميع الاحتمالات، والكارثة البيئية والإنسانية تلوح في الأفق إن لم تتدخل الدولة بجدية وتُرسل المزيد من الإمكانات الجوية والأرضية لإخماد الحرائق قبل فوات الأوان.