الذهب يحقق ارتفاعات قياسية جديدة بدعم من توقعات الفائدة وأزمة الحكومة الأمريكية

سجلت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مستويات قياسية غير مسبوقة، في ظل تفاؤل الأسواق بتوجه الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة، بينما يستمر الجمود بين مجلسي الكونغرس الأمريكي الناتج عن أزمة إغلاق الحكومة دون بوادر لحل قريب.
وقفز سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3984.47 دولاراً للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة للذهب لتسليم كانون الأول بنسبة 0.6% إلى 4002.70 دولاراً للأونصة.
أعرب كلفن وونغ، كبير محللي الأسواق في شركة "أواندا"، عن تفاؤله مشيراً إلى أن "احتمالات خفض الفائدة في تشرين الأول وكانون الأول لا تزال تتجاوز 80%، وهو ما يدعم أسعار الذهب، فضلاً عن استمرار الإغلاق الحكومي في ظل غياب أي اتفاق بين طرفي الكونغرس الأمريكي".
من ناحية أخرى، عبر جيف شمد، رئيس الفيدرالي في كانساس سيتي، عن تحفظه تجاه مزيد من التخفيضات في معدلات الفائدة، معتبراً أن "ضرورة تركيز الفيدرالي على مخاطر التضخم المرتفع بدلاً من القلق بشأن ضعف سوق العمل".
رغم هذا الموقف، تواصل الأسواق توقع خفضين إضافيين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في تشرين الأول وكانون الأول، حيث تظهر بيانات أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي إم إي" أن احتمالات الخفض تبلغ 95% و83% على التوالي.
يشهد الذهب _وهو أصل لا يدر عائداً_ طفرة ملحوظة منذ بداية العام بلغت 51%، مدعوماً بالشراء القوي من البنوك المركزية، والطلب المتزايد على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، إضافة إلى تراجع الدولار وتصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية التي تدفع المستثمرين نحو التحوط.
في تطور ذي صلة، رفع "غولدمان ساكس" توقعاته لسعر الذهب في كانون الأول 2026 إلى 4900 دولار للأونصة بدلاً من 4300 دولار في التقدير السابق، مستنداً في ذلك إلى التدفقات القوية نحو صناديق المؤشرات الغربية واستمرار مشتريات البنوك المركزية.
في سياق متصل، شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى أداءً متفاوتاً، حيث تراجعت الفضة 0.1% إلى 48.49 دولاراً للأونصة، بينما انخفض البلاتين 0.4% إلى 1619.62 دولاراً، في حين صعد البلاديوم 0.1% إلى 1325.71 دولاراً للأونصة.