غزة .. هل سيبقى دم الصحافة أرخص من الحقيقة التي حاولت أن تكشفها؟
15 سبتمبر 202567 مشاهدةوقت القراءة: 1 دقيقة

حجم الخط:
16
في تصريح صادم يختزل مأساة إنسانية وإعلامية غير مسبوقة، وصفت المقررة الأممية الخاصة بحرية الرأي والتعبير، إيرين خان، الحرب في غزة بأنها "الأكثر دموية على الإطلاق للصحافيين"، متهمةً إسرائيل باستهدافهم عمداً للتغطية على ما وصفته بـ"الإبادة".
الأرقام وحدها تكشف حجم الكارثة: 252 صحافياً فلسطينياً قُتلوا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، أي أكثر مما خسرته الصحافة العالمية في الحربين العالميتين، وحرب فيتنام، وحروب يوغوسلافيا وأفغانستان مجتمعة. مقارنةً بذلك، لم يتجاوز عدد الصحافيين الذين قُتلوا في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي سوى 14 فقط، بينما "عشرات" قُتلوا خلال عقدين من الحرب في أفغانستان.
هذا التفاوت الصارخ يعكس خطورة ما يحدث في غزة، حيث لا يبدو الصحافيون مجرد ضحايا عرضيين للنيران، بل مستهدفين بوضوح. خان قالت بلهجة حادة: "يتم انتقاؤهم وقتلهم لأن عملهم يفضح الفظاعات والجرائم والإبادة على الأرض".
بهذا الاتهام، لا تضع المقررة الأممية إسرائيل فقط في قفص الاتهام القانوني، بل تكشف أيضاً محاولة منهجية لطمس الحقيقة وحرمان العالم من رواية الميدان. إن استهداف الصحافة هو ضربة مزدوجة: قتل للإنسان، وقتل للحقيقة.
تداعيات هذه الأرقام والتصريحات تتجاوز البعد الإنساني لتتحول إلى إدانة سياسية وأخلاقية للمجتمع الدولي، الذي يكتفي بالشجب دون توفير حماية للصحافيين أو محاسبة من يعتدي عليهم. فحين تتحول غزة إلى "أكبر مقبرة للصحفيين في التاريخ الحديث"، فإن الصمت الدولي يصبح شريكاً في الجريمة.