فيضان يهدد باكستان مجددًا : تحذيرات من موجة أمطار موسمية مدمرة

وسط موسم مطير لا يرحم، حذرت السلطات الباكستانية من موجة جديدة _هي الحادية عشرة_ من الأمطار الموسمية العنيفة، تهدد بإغراق المزيد من الأراضي وتفاقم أوضاع ملايين المتضررين في شرق البلاد، خاصة في إقليم البنجاب الذي يواجه بالفعل كارثة إنسانية متصاعدة.

وأصدرت الهيئة الإقليمية لإدارة الكوارث في البنجاب إنذارًا مبكرًا، مشيرة إلى احتمال حدوث فيضانات في الأنهار والجداول والسهول الفيضية، نتيجة توقعات بهطول أمطار غزيرة في مستجمعات المياه العليا للأنهار، وذلك خلال الفترة من الثلاثاء وحتى الجمعة المقبل ( من 16 إلى 19 سبتمبر / أيلول ).

وبحسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان، فقد أودت الفيضانات بحياة 972 شخصاً حتى الآن، مع استمرار ارتفاع منسوب المياه نتيجة الأمطار الغزيرة وتفريغ السدود المليئة، خاصة تلك القادمة من الجانب الهندي.

وفي تطورات ميدانية، هرعت فرق الإنقاذ مدعومة بوحدات من الجيش يوم الأربعاء لإجلاء آلاف السكان من القرى التي غمرتها المياه قرب مدينة جلال بور بيراوالا شرقي البلاد.

وشهدت المنطقة جهودًا محمومة لتعزيز السدود، بعدما وصل منسوب المياه إلى مستوى الخطر الرسمي.

مفوض الإغاثة نبيل جاويد أكد تضرر حوالي 142 ألف شخص في المنطقة جراء الفيضانات، مشيرًا إلى أن معظم النازحين اضطروا للجوء إلى منازل أقاربهم أو المبيت في العراء وعلى الحواجز المائية، بينما لجأ البعض إلى مخيمات الإغاثة المؤقتة بعد أن جرفت المياه منازلهم.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو قوارب الإنقاذ وهي تنتشل العالقين من فوق أسطح المنازل والأشجار، في مشهد مأساوي، فيما اشتكى عدد من السكان من تمييز في الوصول إلى وسائل الإنقاذ، مؤكدين أن من يملك المال استأجر قوارب خاصة وهرب، بينما تُرك الفقراء ينتظرون ساعات طويلة تحت المطر.

وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن نحو 1.6 مليون شخص باتوا معرضين لخطر الفيضانات الغامرة، مع احتمال الحاجة إلى إجلاء أو عمليات إنقاذ واسعة، خصوصًا مع وصول موجة الفيضانات الأخيرة إلى إقليم السند جنوب البلاد.

منذ 23 أغسطس، غمرت المياه أكثر من 4 آلاف قرية في إقليم البنجاب وحده، ما أدى إلى تضرر أكثر من 4.2 مليون شخص، وتشريد حوالي 2.1 مليون نسمة، بالإضافة إلى مقتل 68 شخصاً بسبب الأمطار الغزيرة التي وصفت بأنها "غير معتادة" في شدتها.

وفي تطور لافت، أعلن صندوق النقد الدولي عن عزمه مراجعة خطط الإنفاق في باكستان، في أعقاب الأضرار الاقتصادية الهائلة التي خلفتها الفيضانات، مما يفتح بابًا على أزمة اقتصادية محتملة قد تعصف ببلد يعاني أصلًا من ضغوط تضخمية وعجز مالي مزمن.

في ختام بيانها، ناشدت هيئة الكوارث المواطنين بضرورة توخي الحذر والتعاون مع فرق الطوارئ، مؤكدة أن رقم الطوارئ 1129 متاح على مدار الساعة للإبلاغ عن أي حالات خطرة أو عالقين.