تآكل الثقة داخل معسكر ماكرون.. مستشارو الحكومة الفرنسية يسعون للرحيل وسط أزمة سياسية متصاعدة

تشهد الحكومة الفرنسية حالة من الارتباك وفقدان الثقة الداخلية مع تسارع وتيرة استقالات المستشارين ومساعدي الوزراء، في وقتٍ تتفاقم فيه الأزمة السياسية التي تواجه إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون، بحسب تقرير صحيفة فاينانشال تايمز.
موجة استقالات وقلق داخل الحكومة
ذكرت الصحيفة أن عددًا من المستشارين في مجلس الوزراء بدأوا في إرسال سيرهم الذاتية إلى مؤسسات القطاع الخاص، في خطوة تعكس تراجع الثقة في مستقبل الحكومة الحالية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الأجواء في معسكر ماكرون بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو هذا الأسبوع بدت “قاتمة”، وأن الشعور بالإحباط يسود أوساط الفريق الحكومي.
قرار حل البرلمان.. شرارة الأزمة
وأشارت فاينانشال تايمز إلى أن جذور الأزمة تعود إلى قرار حل مجلس النواب الفرنسي عام 2024، والذي وصفه بعض المسؤولين السابقين بأنه “قرار غبي ومزعج” أدى إلى تفاقم الانقسام السياسي.
وكان الهدف من الخطوة حينها احتواء صعود القوى اليمينية، لكن نتائجها جاءت معاكسة، إذ أضعفت الأغلبية الرئاسية وأدت إلى شلل تشريعي مستمر داخل البرلمان.
قيادة مرتبكة وتبدّل متكرر للحكومات
استقالة ليكورنو، الذي شغل منصبه لمدة 27 يومًا فقط، جاءت لتضيف فصلاً جديدًا من الاضطراب السياسي، خصوصًا بعد أن أصبحت فرنسا تحت قيادة خمسة رؤساء حكومات منذ إعادة انتخاب ماكرون عام 2022.
ويرى مراقبون أن هذا التغيّر السريع في القيادة التنفيذية يؤكد ضعف الانسجام داخل معسكر ماكرون ويفاقم حالة عدم الاستقرار.
أزمة ثقة تهدد استقرار فرنسا
يعتبر محللون سياسيون أن ما يجري اليوم هو أعمق من مجرد أزمة حكومية، بل يمثل تآكلًا في الثقة بين القيادة السياسية وفرقها التنفيذية.
ويحذر هؤلاء من أن استمرار هذا النزيف في الكفاءات داخل الحكومة قد يضعف قدرة الدولة على إدارة الملفات الحيوية ويعقّد مهمة تشكيل حكومة جديدة قادرة على الصمود.