اتفاقية الدوحة: مبادرة ثلاثية لدعم الاستقرار في سوريا

تمثل هذه الاتفاقية نموذجاً للتعاون الدولي والإقليمي في معالجة الأزمات الإنسانية، حيث تجمع لأول مرة بين ممثلين عن قطر والسعودية والأمم المتحدة في إطار واحد. هذا التمويل المشترك يأتي استكمالاً لإعلان سابق صدر في يوليو/تموز الماضي حول تقديم دعم مالي للعاملين في القطاع العام السوري.
من المقرر أن يتبع هذه الاتفاقية توقيع تسع اتفاقيات أخرى مع وكالات أممية متخصصة، تغطي مجالات حيوية مثل التعليم والصحة والغذاء والمناخ. هذا التوسع في نطاق الدعم يعكس محاولة لمعالجة التحديات المتعددة التي تواجه الشعب السوري.
على الصعيد الإقليمي، تبرز هذه المبادرة تحولاً في النهج الخليجي تجاه الملف السوري، حيث تظهر قطر والسعودية اهتماماً متزايداً بدور إقليمي فاعل في دعم استقرار سوريا. هذا التوجه يتسق مع الجهود الدولية الساعية لإيجاد حلول مستدامة للأزمة السورية.
تبقى التحديات قائمة رغم أهمية هذه المبادرة، حيث أن الاحتياجات الإنسانية في سوريا تتجاوز بكثير ما توفره هذه الاتفاقية. كما أن تحقيق تأثير مستدام يتطلب تحولاً من الدعم المؤقت إلى مشاريع تنموية قادرة على إحداث فرق حقيقي في حياة السوريين.
تمثل اتفاقية الدوحة خطوة في اتجاه تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، لكن نجاحها سيقاس بقدرتها على تحويل المساعدات إلى أثر ملموس على الأرض، وبقدرة الأطراف المعنية على بناء هذه المبادرة المؤقتة نحو شراكة تنموية طويلة الأمد.