الفاشر : 7 ساعات من القتال العنيف بين الجيش و "الدعم السريع"
10 سبتمبر 2025125 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
في تطور ميداني خطير، تصدى الجيش السوداني لهجوم واسع النطاق شنّته قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك عبر المحورين الشمالي والشمالي الشرقي، بمشاركة نحو 40 مركبة قتالية، بينها سيارات مصفحة، وعناصر من المشاة.
وذكر بيان عسكري صادر اليوم الأربعاء أن الهجوم استمر نحو سبع ساعات متواصلة، خاضت خلالها القوات المسلحة معارك عنيفة تمكنت في نهايتها من صد الهجوم بالكامل، موقعة عشرات القتلى في صفوف المهاجمين، من بينهم عناصر طبية.
كما تم تدمير عدد من المركبات القتالية، فيما انسحب بقية المهاجمين باتجاه الجنوب الغربي للمدينة.
* أزمة إنسانية متصاعدة : تفشي الكوليرا وحمى الضنك
على الجانب الإنساني، تتفاقم الأوضاع الصحية في البلاد ، فقد أعلن مركز الطوارئ الاتحادي بوزارة الصحة السودانية عن تسجيل أكثر من 1300 إصابة بحمى الضنك خلال أسبوع واحد فقط، في خمس ولايات من بينها العاصمة الخرطوم.
كما تم تسجيل نحو 1500 إصابة بالكوليرا في 13 ولاية سودانية، وسط تحذيرات من تفشي المرض على نطاق أوسع.
وفي دارفور، رصدت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين 137 إصابة جديدة بالكوليرا خلال الأيام الماضية، بينها أربع حالات وفاة، ما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 10 آلاف إصابة و 423 وفاة.
* نزيف مستمر منذ إبريل 2023
ويأتي هذا التصعيد في وقت تعاني فيه البلاد من حرب مدمّرة اندلعت في منتصف إبريل / نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
فيما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
كما تسببت الحرب في نزوح ولجوء نحو 15 مليون سوداني، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث بات الجوع يهدد معظم السكان، وسط تدهور مريع في الخدمات الأساسية.
* خارطة السيطرة : الجيش في الشمال والشرق .. و "الدعم السريع" في الغرب
ومع استمرار النزاع، تقسمت السيطرة الميدانية على البلاد ؛
حيث يسيطر الجيش السوداني على شمال وشرق السودان، بينما تُحكم قوات "الدعم السريع" قبضتها على معظم إقليم دارفور غرباً، إلى جانب أجزاء من الجنوب.
* في سياق متصل : سد النهضة يتحول إلى "أمر واقع"
في تطورٍ إقليمي جديد، بات سد النهضة الإثيوبي "حقيقةً ملموسة"، بينما الخلاف ما زال قائماً بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، وسط مخاوف متزايدة من التداعيات الجيوسياسية والبيئية للمشروع الضخم.