بعد توقف دام 6 أشهر.. العراق يعلن "اتفاقاً تاريخياً" لاستئناف تصدير نفط كردستان

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم الخميس، التوصل إلى ما وصفه بـ "اتفاق تاريخي" ينهي أزمة استمرت 18 عاماً حول إدارة وتصدير النفط من إقليم كردستان العراق، وذلك تمهيداً لاستئناف الضخ عبر الأنبوب التركي خلال 48 ساعة.
وكتب السوداني في منشور على منصة "إكس": "توصلنا اليوم إلى اتفاق تاريخي تتسلم بموجبه وزارة النفط الاتحادية النفط الخام المنتج من الحقول الواقعة في إقليم كردستان، وتقوم بتصديره عبر الأنبوب العراقي التركي". مؤكداً أن هذا الاتفاق "يضمن التوزيع العادل للثروة، وتنويع منافذ التصدير، وتشجيع الاستثمار"، واصفاً إياه بأنه "إنجاز انتظرناه 18 عاماً".
من جهتها، أوضحت وزارة النفط العراقية في بيان تفصيلي أن الاتفاق يقضي "ببدء ضخ وتسليم كل إنتاج النفط الخام من الحقول الواقعة في إقليم كردستان _عدا الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي_ إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، داخل العراق". وأضافت أن شركة "سومو" ستتولى التصدير عبر ميناء جيهان التركي "وفق السياقات الأصولية المعتمدة، والدستور ونصوص قانون الموازنة العامة الاتحادية وقرارات المحكمة الاتحادية".
ولفت البيان إلى أن هذا الاتفاق هو ثمرة جهود حثيثة في الأشهر الأخيرة، "انطلقت من رؤية وطنية مشتركة تهدف إلى تعزيز دور العراق كلاعب رئيس في سوق الطاقة العالمي، وصون سيادة العراق والدفاع الصارم عن مصالحه الوطنية وحقوق جميع العراقيين".
كما أكد على أن الاتفاق يتضمن "وضع آليات فنية وتنظيمية واضحة لضمان انسيابية التصدير والتزام الشفافية في الإيرادات النفطية، بما يسهم في تدعيم المالية العامة للدولة، ورفع مدخولات الموازنة الاتحادية"، مما سينعكس إيجاباً على قدرة الحكومة في تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية وتوفير الاستقرار الاقتصادي.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان العراق عن استئناف تصدير النفط من الإقليم خلال الـ 48 ساعة المقبلة.
يأتي هذا الإعلان بعد أن أدت عقبات، أبرزها مطالبة شركات نفط أجنبية رئيسية بضمانات لسداد الديون، إلى تأخير الموافقة النهائية من مجلس الوزراء العراقي، والتي كان متوقعاً أن تصدر يوم الثلاثاء الماضي وفقاً لمصادر مطلعة.
ويهدف الاتفاق إلى عودة تصدير نحو 230 ألف برميل يومياً إلى الأسواق العالمية بعد توقفها منذ شهر آذار 2023، مما يعزز مكانة العراق في سوق الطاقة العالمي.