انحسار مياه البحر في الإسكندرية : ظاهرة طبيعية أم تهديد بيئي ؟
October 3, 202574 צפיותזמן קריאה: 2 דקות

גודל גופן:
16
شهدت محافظة الإسكندرية في شمال مصر ظاهرة غير مألوفة أثارت قلق المواطنين، حيث تم رصد انحسار مياه البحر بشكل ملحوظ، مما أدى إلى ظهور شواطئ رملية كانت مغطاة بالمياه سابقًا.
وقد انتشرت صور ومقاطع الفيديو التي توثق هذه الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع الكثيرين للتساؤل حول مدى خطورتها.
في رد على هذه التساؤلات، أوضح المعهد القومي لعلوم البحار أن الظاهرة تعد أمرًا طبيعيًا، وهي مرتبطة بدورات المد والجزر التي تحدث بانتظام.
هذه الظاهرة تتأثر بشكل رئيسي بحركة القمر والشمس، بالإضافة إلى بعض العوامل المناخية مثل الضغط الجوي.
* ظاهرة المد والجزر : تفسير علمي دقيق
كشف الدكتور عمرو زكريا حمودة، رئيس مركز الحد من المخاطر البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار، أن انحسار مياه البحر ناتج عن تأثيرات طبيعية معروفة تتكرر بشكل دوري، حيث يحدث المد والجزر مرتين يوميًا نتيجة للجاذبية المتبادلة بين القمر والشمس.
وأضاف أن هذه الظاهرة تتأثر أيضًا بالشهر القمري، حيث يظهر التباين في منسوب البحر بشكل أوضح عند اكتمال القمر البدر أو المحاق.
أوضح حمودة أن الضغط الجوي المرتفع يمكن أن يسهم في انخفاض مؤقت لمنسوب سطح البحر، وهو ما يعرف بـ "تأثير البارومتر العكسي"، حيث يتسبب الضغط الجوي العالي في تراجع مستويات المياه بشكل مؤقت.
* لا داعي للقلق : الظاهرة غير خطيرة
و رغم القلق الذي أثارته الظاهرة بين المواطنين، أكد المعهد القومي لعلوم البحار أن هذه التغيرات لا تمثل أي تهديد أو خطر على المدينة أو شواطئها.
وأضاف الدكتور حمودة أن هذا التراجع المؤقت في منسوب المياه يعود إلى مستوياته الطبيعية في الوقت المحدد، ولا يشكل تهديدًا على البيئة البحرية أو الحياة الساحلية.
وأشار إلى أن جميع الظواهر البحرية في السواحل المصرية تتم مراقبتها بشكل مستمر باستخدام أجهزة علمية دقيقة ونماذج رصد متطورة، مؤكداً أن البيانات الأخيرة التي تم جمعها تظهر أن التراجع الذي شهده شاطئ الإسكندرية يقع ضمن التذبذبات الطبيعية المتوقعة في هذه المنطقة.
* استمرارية الرصد والمراقبة
وتجدر الإشارة إلى أن المعهد القومي لعلوم البحار يقوم بمتابعة و رصد الظواهر البحرية في جميع السواحل المصرية بشكل دوري، مما يضمن قدرة المعهد على تقديم تقييم دقيق للحالة البحرية بشكل مستمر.
تعتبر الظاهرة التي شهدتها شواطئ الإسكندرية أمرًا طبيعيًا ناتجًا عن التفاعلات الفلكية والبيئية المعروفة، ولا داعي للقلق بشأنها.
ومن المتوقع أن يعود منسوب المياه إلى مستوياتها الطبيعية في الأيام المقبلة وفقًا للأنماط المعتادة للمد والجزر.