رفع القيود الأميركية يشعل الجبهة الأوكرانية .. كييف تضرب وترامب يرد

في تطور لافت في مسار الحرب الأوكرانية، كشف مسؤولون أميركيون يوم أمس الأربعاء 22 أكتوبر 2025، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب رفعت قيدًا رئيسيًا كان يحد من استخدام أوكرانيا لبعض الصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من حلفائها الغربيين، مما يمنح كييف حرية أوسع في توجيه ضربات داخل العمق الروسي.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الخطوة الأميركية تأتي في إطار نقل صلاحيات دعم العمليات الأوكرانية من وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث إلى القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا الجنرال أليكسوس جرينكويش، الذي يتولى أيضًا قيادة قوات الناتو، في إشارة إلى انفتاح واشنطن على تصعيد الدعم العسكري لكييف.
وبحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية، فقد استخدمت القوات الأوكرانية يوم الثلاثاء صاروخ كروز "ستورم شادو" البريطاني الصنع لضرب مصنع روسي في مدينة بريانسك ينتج مواد متفجرة و وقودًا للصواريخ، مؤكدة أن الضربة كانت "ناجحة" وتمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الروسية.
* ترامب ينفي ويصف التقارير بـ "المزيفة"
لكن بعد ساعات من نشر التقرير، نفى الرئيس ترامب منح أوكرانيا أي إذن لاستخدام صواريخ بعيدة المدى، و وصف ما نشرته الصحيفة بأنه "مزيف و غير دقيق"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لا علاقة لها باستخدام تلك الصواريخ أو بمصدرها.
وجاء النفي بينما تتزايد التوقعات بأن كييف ستواصل تصعيد هجماتها عبر الحدود باستخدام صواريخ "ستورم شادو"، التي يمكن إطلاقها من الطائرات الأوكرانية ويصل مداها إلى أكثر من 180 ميلاً (نحو 290 كيلومترًا).
و رغم هذا، لا تزال واشنطن قادرة على تقييد استخدامها لأنها تعتمد على بيانات استهداف أميركية دقيقة.
* خلفية القرار وتداعياته
وكان ترامب قد حاول مطلع أكتوبر الضغط على موسكو لبدء محادثات سلام، وطرح آنذاك فكرة إرسال صواريخ "توماهوك" الأميركية إلى أوكرانيا، التي يتجاوز مداها 1600 كيلومتر، قبل أن يتراجع عن الاقتراح لاحقًا.
ويرى محللون أن رفع القيود على استخدام "ستورم شادو" يمثل تحولًا تدريجيًا في موقف واشنطن، إذ يمنح كييف قدرة أكبر على توسيع نطاق عملياتها، ما قد يؤدي إلى تصعيد جديد ويجعل فرص الحل الدبلوماسي أكثر تعقيدًا.
وقال مسؤول في البيت الأبيض في بيان رسمي :
"هذه الحرب لم تكن لتحدث لو كان الرئيس ترامب في المنصب منذ البداية، وهو أمر أقرّ به الرئيس بوتين نفسه. الرئيس ترامب يسعى الآن لإنهائها، وقد تفاوض بالفعل على اتفاق تاريخي يسمح لحلفاء الناتو بشراء أسلحة أميركية الصنع".
و رغم أن صواريخ "ستورم شادو" لا ترقى إلى مستوى التغيير الجذري في ميدان المعركة مقارنة بـ "توماهوك"، إلا أنها تمنح أوكرانيا ميزة تكتيكية مهمة لشن ضربات دقيقة في العمق الروسي، ما يزيد الضغط على الكرملين في وقت تتواصل فيه المساعي الدولية لخفض التصعيد وإحياء المسار الدبلوماسي.