نيويورك تحتضن مفاوضات اللحظة الأخيرة بين إيران والترويكا الأوروبية

في تطور دبلوماسي لافت، تستعد مدينة نيويورك لاحتضان مفاوضات مرتقبة بين إيران ودول الترويكا الأوروبية ( فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا )، وسط أجواء مشحونة واحتمالات متزايدة لإعادة فرض عقوبات أممية على طهران.

وتُعقد هذه المحادثات على مستوى وزراء الخارجية، وبمشاركة كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وذلك على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كشف مصدر في الخارجية الإيرانية أن الوزير عباس عراقجي توجه بالفعل إلى نيويورك، حيث من المنتظر أن يطرح خطة إيرانية جديدة تهدف إلى تهدئة التوتر مع أوروبا، وسط تسريبات عن ترحيب فرنسي بالمقترح، حيث وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه "معقول"، وفق مصادر دبلوماسية.

وتأتي هذه المفاوضات في وقت حرج، إذ تواجه إيران خطر إعادة فرض عقوبات أممية شاملة في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، مع اقتراب مهلة الثلاثين يوماً التي تنتهي في 28 سبتمبر / أيلول الجاري.

وكانت دول الترويكا الأوروبية قد أطلقت في أواخر أغسطس / آب الماضي آلية خاصة تستمر 30 يوماً، تهدف إلى إعادة فرض العقوبات على إيران، متهمة إياها بعدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي لعام 2015، الذي تم التوقيع عليه لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.

وفي حال فشل التوصل إلى تفاهم جديد أو تأجيل رسمي، فإن العقوبات التي ستُفرض تشمل :

• حظر الأسلحة

• منع تخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم

• تجميد أنشطة الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية

• تجميد أصول مالية لإيرانيين وكيانات في الخارج

وذكرت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية أن الهدف الرئيسي من زيارة عراقجي إلى نيويورك هو إجراء مباحثات ثنائية مع المسؤولين الأوروبيين وبحث مستقبل العلاقات الإيرانية _ الأوروبية، في ظل تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي.

من جانبه، أشار مصدر دبلوماسي أممي لوكالة "تاس" الروسية إلى أن العقوبات ستُعاد تلقائياً في 28 سبتمبر / أيلول إذا لم يتم تبني قرار جديد أو التوصل إلى تفاهم، لكنه أكد في الوقت نفسه أن المفاوضات مستمرة وقد تمتد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

تمثل هذه الجولة من المفاوضات فرصة أخيرة لكسر الجمود وإنقاذ الاتفاق النووي، وسط تحذيرات دولية من عواقب إعادة فرض العقوبات على استقرار المنطقة.

وتبقى الأنظار متجهة إلى نيويورك خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يتوقف الكثير على نتائج هذه المحادثات الدقيقة بين طهران ودول أوروبا.