شهد المعرض الزراعي الدولي “أغريتكس” في دمشق مشاركة واسعة من شركات دولية وعربية قدمت نماذج متطورة من المستلزمات الزراعية النباتية والحيوانية، ما لفت انتباه الزوار الذين عبّروا عن أملهم في أن يشكّل المعرض انطلاقة جديدة نحو التعافي الاقتصادي، وفرصة مهمة للشركات المشاركة لتسويق منتجاتها وتقنياتها المتقدمة في السوق السورية.
من بين المشاركات البارزة، حضرت شركة “سيرا ماركيتم” التركية التي قدمت مجموعة من المواد المستخدمة في البيوت البلاستيكية المخصصة لإنتاج الخضراوات والفواكه، وتتميز هذه المواد بقدرتها على حماية النباتات من عوامل التلوث والآفات الناتجة عن تغيرات المناخ.
وأوضح ممثل الشركة مهند ميداني أن مشاركتهم في المعرض تمثل فرصة غنية لاستعراض منتجاتهم والتواصل مع السوق المحلية.
كما شاركت شركة “إيماس ماكينا” التركية المتخصصة في تصنيع ماكينات مطاحن الدقيق والسميد ومصانع الأعلاف، وأشار ممثلها محمد تامر إلى أن الشركة تصدّر منتجاتها لأكثر من 100 دولة، وأن عودة المشاركة التركية في المعرض بعد سنوات من الانقطاع تعكس دلالة مهمة على الانفتاح الخارجي والتعافي الاقتصادي في سوريا.
من جانبه، تحدث غفار أباظة من شركة “أوزاي التركية المحدودة” عن مجموعة من الأسمدة المتخصصة التي تنتجها الشركة في مدينة أنطاليا، وتشمل أسمدة “NPK”، وعناصر صغرى، وأحماض أمينية، وأسمدة عضوية وغروية.
واعتبر أن توسيع مشاركة الشركات التركية في السوق السورية يعزز من جودة المنتجات الزراعية ويفتح الباب أمام شراكات جديدة.
وقدم المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا” عرضًا لخدماته ومشاريعه المطبقة بالتعاون مع المؤسسات الزراعية السورية بموجب الاتفاقية الموقعة مع الحكومة السورية، وتركز هذه البرامج على تطوير البذار واستنباط أصناف محسنة من الحبوب، إلى جانب دعم البحث العلمي الزراعي.
وشاركت أيضًا شركة “المناصير للحلول الطبيعية” الأردنية، المتخصصة في مجال الأسمدة والمبيدات والبذور، حيث عرضت حلولًا زراعية مبتكرة تهدف إلى مساعدة المزارعين في مواجهة التحديات العملية.
وأكد القائمون على أن المشاركة في المعارض الزراعية تتيح تبادل الخبرات وتسويق المنتجات المتخصصة.
ومن الجانب الأوروبي، برزت شركة “بيوفيد” التشيكية التي تقدم أدوية ولقاحات بيطرية للمجترات والدواجن والحيوانات الأليفة، وأوضح ممثل الشركة فريد حنون أن السوق السورية تمثل فرصة واعدة، خاصة مع أهمية القطاع البيطري في الاقتصاد الوطني.
و وفق تصريح مدير شركة "أتاسي لتنظيم المعارض" غازي أتاشي، فإن المشاركة الخارجية في المعرض بلغت 12 بالمئة من إجمالي الشركات، وتوزعت بين أكثر من 12 شركة تركية، وأكثر من 6 شركات عربية متخصصة في المستلزمات الزراعية والبيطرية، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا بالسوق السورية من قبل الشركات الأجنبية.
يأتي هذا الحراك في سياق توسيع التعاون الزراعي والانفتاح الاقتصادي، في وقت تسعى فيه سوريا إلى دعم قطاعها الزراعي واستقطاب التكنولوجيا الحديثة، بما يعزز الإنتاج المحلي ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي.