ليلة دامية كادت تنزلق إلى حرب مفتوحة.. كيف انتهت المواجهة بين كابول وإسلام آباد؟
October 12, 2025226 צפיותזמן קריאה: 2 דקות

גודל גופן:
16
أعلنت وزارة الدفاع في حكومة طالبان، السبت، انتهاء العملية العسكرية التي شنتها القوات الأفغانية ضد باكستان على طول الحدود المشتركة، المعروفة بخط ديورند، بعد ساعات من اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن العملية جاءت "رداً على الانتهاكات المتكررة والضربات الجوية" التي نُسبت إلى الجيش الباكستاني داخل الأراضي الأفغانية.
تفاصيل العملية وأسباب التصعيد
أوضح الناطق باسم وزارة الدفاع، عناية الله خوارزمي، أن "القوات المسلحة في الإمارة الإسلامية نفذت عمليات ناجحة ضد قوات الأمن الباكستانية"، مؤكداً أن العملية توقفت عند منتصف الليل، لكنه حذّر من أن أي "انتهاك جديد للسيادة الأفغانية سيُقابل برد حازم".
ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة انفجارات شهدتها كابول ومناطق أخرى جنوب شرق البلاد، حمّلت طالبان مسؤوليتها لإسلام آباد، متهمةً إياها بـ"التدخل العسكري المباشر".
اشتباكات على الحدود وسقوط طائرات مسيّرة
في المقابل، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤولين محليين في ولايات كونار، ننغرهار، بكتيا، خوست، وهلمند – جميعها تقع على خط ديورند – أن اشتباكات عنيفة اندلعت مساء الجمعة بين الجانبين.
وأكد مسؤول أمني باكستاني في بيشاور أن "قوات طالبان بدأت الهجوم بأسلحة خفيفة قبل أن تستخدم المدفعية الثقيلة"، مضيفاً أن القوات الباكستانية ردّت بإطلاق كثيف للنار وأسقطت ثلاث طائرات مسيّرة أفغانية يُشتبه في نقلها متفجرات.
تبادل الاتهامات بين كابول وإسلام آباد
ورغم نفي باكستان أي دور مباشر في الانفجارات التي سبقت التصعيد، فقد طالبت كابول بوقف دعم إسلام آباد لجماعات "إرهابية"، فيما اتهمت باكستان جارتها بإيواء عناصر من حركة طالبان الباكستانية (TTP).
وكان تقرير للأمم المتحدة قد أشار في وقت سابق من العام إلى أن الحركة "تتلقى دعماً لوجستياً وعملياتياً من السلطات الفعلية في كابول"، في إشارة إلى حكومة طالبان الأفغانية.
تحذير باكستاني وتصاعد التوتر
من جهته، صرّح وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، أمام البرلمان أن "جهود إقناع سلطات طالبان الأفغانية بوقف دعمها للمسلحين الباكستانيين باءت بالفشل"، مؤكداً أن بلاده "لن تتسامح مع هذا الأمر بعد الآن".
وأضاف آصف: "يجب أن نتكاتف للرد على من يسهلون لهذه الجماعات العمل، سواء كانت المخابئ داخل أراضينا أو في الجانب الأفغاني من الحدود".
تُظهر هذه التطورات هشاشة العلاقات بين كابول وإسلام آباد منذ عودة طالبان إلى الحكم عام 2021، حيث تتبادل الدولتان الاتهامات بدعم جماعات مسلحة تهدد أمن كل طرف.
ورغم إعلان وقف العمليات العسكرية، فإن المشهد يبقى مفتوحاً على احتمالات جديدة من التصعيد، خصوصاً في ظل غياب آلية تنسيق أمني فعالة بين البلدين.