كلمة ترامب في الجمعية العامة : هل تقود أمريكا العالم أم تنسحب ؟
23 سبتمبر 2025741 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط:
16
في لحظة سياسية دولية حرجة، يلقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء كلمة مرتقبة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما تعصف بالعالم أزمات من غزة إلى أوكرانيا، وسط تشكك متزايد من قادة العالم في مدى التزام واشنطن بلعب دورها القيادي التقليدي في الشؤون الدولية، في ظل سياسة "أميركا أولاً" التي يواصل ترامب التمسك بها منذ عودته إلى البيت الأبيض.
* انقلاب في السياسة الخارجية
منذ عودته إلى الرئاسة في يناير 2025، قلب ترامب سياسة بلاده الخارجية رأساً على عقب ؛
فخفض المساعدات الخارجية، وفرض رسومًا جمركية على حلفاء وخصوم على حد سواء، في حين فتح خطوط اتصال أكثر دفئاً، رغم ما شابها من تقلبات، مع روسيا.
و رغم محاولاته التوسط في عدد من النزاعات الدولية الكبرى، لم تسفر جهوده حتى الآن سوى عن نتائج محدودة، مما عمّق الشكوك حول فعالية القيادة الأميركية.
* ترامب ثاني المتحدثين اليوم
من المنتظر أن يُلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة كلماتهم خلال اجتماعات الجمعية العامة هذا الأسبوع.
وسيكون ترامب ثاني من يخاطب الحضور بعد افتتاح الجلسة، وذلك عند الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش.
* 8 أشهر من ولايته الثانية ... وتراجع المساعدات
تأتي كلمة ترامب بعد مرور ثمانية أشهر فقط على انطلاق ولايته الثانية، والتي اتسمت بتقشف حاد في المساعدات الإنسانية، ما أثار مخاوف واسعة بشأن مستقبل الأمم المتحدة و دورها، و دفع الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ خطوات جادة لخفض النفقات وتحسين كفاءة المنظمة.
و رغم تكتم البيت الأبيض حول فحوى الكلمة، كشفت وثائق اطلعت عليها "رويترز" أن إدارة ترامب تعتزم هذا الأسبوع الدعوة إلى تشديد سياسات اللجوء، بما في ذلك إلزام طالبي اللجوء بتقديم طلباتهم في أول دولة آمنة يدخلونها، بدلًا من اختيار بلد اللجوء بأنفسهم، وهو تراجع واضح عن المبادئ التي أُرست بعد الحرب العالمية الثانية.
ومن المرتقب أن يعقد ترامب أول اجتماع رسمي مع غوتيريش منذ استعادته الرئاسة.
* ترامب : "الأمم المتحدة لديها إمكانات هائلة ... ولكن !"
الرئيس الأميركي لا يزال ينظر إلى الأمم المتحدة نظرة مشوبة بالحذر، واصفًا إياها بأنها تملك "إمكانات هائلة"، لكنها تحتاج إلى "تنظيم شؤونها".
كما أنه يواصل انتقاد المنظمة بسبب ما يعتبره تقاعساً في دعم وساطاته في النزاعات المختلفة.
* فلسطين حاضرة بقوة ... ومقاومة أميركية
تعقد اجتماعات الجمعية العامة بالتزامن مع اقتراب الذكرى الثانية لاندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي.
وتشن إسرائيل منذ ذلك الحين حرباً شرسة في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
في تطور لافت، اجتمع عشرات من قادة العالم يوم أمس الاثنين لدعم مبادرة دولية للاعتراف بـ دولة فلسطينية، في خطوة دبلوماسية تاريخية تواجه رفضاً قاطعاً من إسرائيل وحليفتها الأوثق الولايات المتحدة.
ويُتوقع أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته أمام الجمعية العامة يوم الجمعة.
* بيان سعودي _ فرنسي مشترك بشأن "إعلان نيويورك"
على الصعيد الإقليمي، أصدرت السعودية وفرنسا بيانًا مشتركًا يحث على الإسراع بتنفيذ "إعلان نيويورك"، في إشارة واضحة إلى ضرورة التقدم نحو تسوية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
* أوكرانيا و روسيا ... كلمتان مرتقبتان
كما يُلقي كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمتين منفصلتين أمام الجمعية، في ظل استمرار الحرب بين البلدين وغياب أي مؤشرات جدية على حل سياسي قريب.
ومن المنتظر أن يعقد ترامب لقاءً ثنائياً مع زيلينسكي في وقت لاحق من اليوم.
* المشهد العالمي : تساؤلات بلا إجابات
في ظل تراجع دور واشنطن التقليدي، وتعدد الجبهات المشتعلة، تقف الأمم المتحدة أمام تحديات غير مسبوقة، وسط تساؤلات جوهرية :
هل ما زالت الولايات المتحدة قادرة _أو راغبة_ في قيادة العالم ؟ وهل ستفتح كلمة ترامب اليوم بابًا لحلول أم لمزيد من الانقسام ؟