مؤتمر سامز الطبي الدولي 2025 يسلط الضوء على مستقبل الطب في سوريا

شهد اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر الطبي الدولي الثالث والعشرين، الذي تنظمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية ( سامز ) بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي تحت شعار "معاً لبناء النهضة الطبية والتعليمية في سوريا"، نقاشات موسعة حول قضايا حيوية في القطاع الصحي السوري، شملت الصحة العامة، والصحة النفسية، وأمراض القلب والدم والأورام، وطب الأسنان.

شارك في المؤتمر عدد من الأطباء والخبراء المحليين والدوليين، حيث ناقشوا سبل بناء القدرات الصحية الشاملة، وتحسين جودة نظام الرعاية الصحية، وتطوير برنامج طب الأسرة في سوريا الجديدة، بالإضافة إلى دراسة تأثير الصدمة الثانوية على العاملين في مجال الرعاية الصحية، وآليات تعزيز المرونة النفسية والتعافي من الصدمات.

كما تطرقت الجلسات العلمية إلى تدبير حالات قصور القلب والأمراض الدموية الخبيثة، وأسس رعاية مرضى الأورام، والسمنة عند الأطفال، إضافة إلى التوجهات الحديثة في طب الأسنان.

وفي تصريح خاص، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي أن الوزارة تضع دعم البحث العلمي على رأس أولوياتها، وتسعى إلى تأمين البنية التعليمية وتطوير مستوى الأطباء في سوريا، مشيراً إلى أن هذا يتماشى مع أهداف المؤتمر في بناء الكفاءات ومواكبة التطورات الطبية الحديثة.

وأشار الدكتور الحلبي إلى أن محاضرته ركزت على التشخيص الوراثي قبل الانغراس، مشدداً على أن الزواج بين الأقارب يزيد من انتشار الأمراض الوراثية، ويمكن الحد منها عبر تقنيات التشخيص المبكر والإخصاب المساعد لضمان ولادة أطفال أصحاء وخالين من هذه الأمراض.

بدوره، أشار رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية الدكتور عارف الرفاعي إلى أهمية المؤتمر كونه أول مؤتمر دولي يُعقد في سوريا بعد التحرير، بمشاركة 70 محاضراً و600 طبيب من مختلف الاختصاصات، وطرح 30 بحثاً علمياً، إلى جانب بعثات طبية سبقت المؤتمر إلى محافظات دير الزور، حلب، وإدلب، مع خطط لحملات طبية جديدة بعد انتهاء المؤتمر تشمل محافظات دمشق، حمص، حماة، اللاذقية، درعا ودير الزور، من خلال 170 طبيباً متخصصاً.

وأوضح الدكتور الرفاعي أن الجمعية تركز أيضاً على تأهيل الكوادر الطبية وطلاب الطب، وعلى تقديم الدعم في مجال الطب النفسي للأطفال والمعتقلين السابقين، في إطار جهودها لبناء قطاع صحي وطني قوي يعكس حب وانتماء الأطباء السوريين لبلدهم.

الدكتور جهاد الحرش، رئيس إحدى الجلسات العلمية، أوضح أن الجلسات تطرقت إلى الصيام المتقطع وأثره في الصحة العامة، والحفاظ على الصحة الإنجابية، والوقاية من الأمراض الوراثية عبر الاستقصاء المبكر، مؤكداً أن المؤتمر يعد منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الأطباء في سبيل تطوير النظام الصحي.

من جانبها، أكدت الدكتورة هزار جبر، عضو هيئة البورد في الجمعية الطبية السورية الأمريكية، أن محور طب الأسنان تضمن مستجدات طب الفم والأسنان عند الأطفال، وجراحة الشفة والحنك، و زراعة الأسنان، وعمل اختصاصيي اللبية، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الصحة الفموية، وأهمية التشخيص الشامل للمريض قبل بدء العلاج لضمان نتائج فعالة.

الطالبة سوزانا سلطان ( سنة سادسة طب ) استعرضت بحثها العلمي المقدم في المؤتمر، والذي تناول تحسين جودة التواصل بين الطبيب والمريض، مستندةً إلى تجارب حقيقية لأطباء لتحديد التحديات أثناء التشخيص والعلاج، وأفضل أساليب التعامل مع المرضى.

يُذكر أن المؤتمر انطلق يوم أمس على مدرج جامعة دمشق، وهو يُعقد لأول مرة في سوريا، ويهدف إلى توفير منصة شاملة تجمع الأطباء والأكاديميين والخبراء في المجال الإنساني والطبي، لتبادل المعرفة والبحث عن حلول مبتكرة تسهم في النهوض بالقطاع الصحي السوري.