الناتو في ورطة : مسيّرات روسية بألف دولار تُسقط صواريخ بملايين
26 سبتمبر 2025224 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط:
16
في وقتٍ تتزايد فيه الهجمات بالطائرات المسيّرة على البنى التحتية الحيوية، يجد حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفسه أمام معضلة عسكرية واقتصادية شائكة، كشف عنها الأمين العام للحلف، مارك روته، خلال مقابلة حديثة مع شبكة "بلومبرغ".
روته أكد أن الناتو يتعامل بـ "جدية بالغة" مع تحليق المسيّرات الروسية فوق أجواء عدد من الدول الأعضاء، لكنه أقر في الوقت نفسه أن الحلف يواجه تحديًا مكلفًا يصعب الاستمرار فيه، قائلاً :
"لا يمكننا أن نستمر في إسقاط طائرات مسيّرة لا تتجاوز قيمتها 1000 أو 2000 دولار باستخدام صواريخ تكلف ما بين نصف مليون إلى مليون دولار !".
* "نتعلم من أوكرانيا" .. و تكنولوجيا جديدة في الطريق
و رغم هذا التحدي، أشار روته إلى أن الحلف يتعلم بسرعة من التجربة الأوكرانية في التصدي لتلك المسيّرات، موضحًا أن هناك تقنيات جديدة قيد التطوير سيتم استخدامها "خلال الأسابيع المقبلة"، دون الكشف عن تفاصيلها.
كما أقر بأن الناتو، وعلى المدى القصير، يفتقر إلى المعدات المناسبة لاعتراض المسيّرات منخفضة التكلفة، لكن الجهود مستمرة لضمان توفر تقنيات اعتراض حديثة توازي الوسائل التقليدية في الكفاءة.
* تهديد جوي متزايد واختبار لمصداقية الحلف
تصريحات روته جاءت في أعقاب سلسلة من الانتهاكات الجوية التي تعرضت لها عدة دول أعضاء في الناتو باستخدام طائرات مسيّرة روسية، ما اعتبر اختبارًا فعليًا لمصداقية الحلف، في وقتٍ تشن فيه موسكو هجمات متزايدة على منشآت البنية التحتية في أوكرانيا.
* "مصنع الوحوش الطائرة" .. روسيا تكشف عن أضخم منشأة مسيّرات
في سياق متصل، كانت روسيا قد كشفت في يوليو الماضي عن ما قد يكون أكبر مصنع لإنتاج الطائرات المسيّرة في العالم، داخل مصنع "يالابوغا" في مدينة يلابوغا بجمهورية تتارستان، ويقع على بعد نحو 1700 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.
يُنتج هذا المصنع آلاف المسيّرات شهريًا من طراز "شاهد 136" الإيرانية، والتي أعادت روسيا تسميتها بـ "جيرَان_2". يبلغ طول كل طائرة نحو 3.5 أمتار، وتستطيع حمل رأس حربي يزن 50 كيلوغرامًا.
* "شاهد 136" .. سلاح رخيص وفتاك
هذه المسيّرات تطير بسرعة تقارب 180 كلم / ساعة، ويمكنها الوصول إلى أهداف تبعد حتى 1800 كيلومتر.
وهي مزوّدة بأنظمة توجيه تعتمد على الأقمار الصناعية، ويتم إطلاقها غالبًا من شاحنات مدنية معدّلة.
لونها الأسود يجعل من الصعب رصدها بالرادارات، ما يزيد من صعوبة اعتراضها.
* تورط صيني في تطوير المسيّرات الروسية ؟
وفي تطور لافت، كشفت مصادر مطلعة و وثائق سرية بحسب "رويترز"، أن خبراء صينيين في مجال الطائرات المسيّرة قد سافروا إلى روسيا للمشاركة في تطوير هذه المسيّرات العسكرية.
وتتم هذه الأنشطة داخل شركة روسية مملوكة للدولة تخضع لعقوبات غربية.
مع تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة وتحديات الدفاع المكلف، تتسابق دول الناتو حاليًا لإيجاد حلول فعالة واقتصادية لمواجهة "سلاح الألف دولار" الذي يُربك أقوى تحالف عسكري في العالم.