شهدت بحيرة المنزلة، إحدى أهم وأكبر البحيرات في مصر ومصدر رئيسي للثروة السمكية، كارثة بيئية مفاجئة تمثلت في نفوق جماعي لأعداد ضخمة من الأسماك، الأمر الذي أثار قلقاً واسعاً بين الصيادين وأصحاب المزارع السمكية في المنطقة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية صورًا وفيديوهات صادمة، تُظهر عشرات الأطنان من الأسماك النافقة تطفو على سطح المياه وتتناثر على ضفاف البحيرة، وسط حالة من الذهول والحزن بين العاملين في القطاع.
* الحرارة القاتلة .. والسبب وراء النفوق الجماعي
أوضح الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، في تصريحات خاصة ، أن ما حدث يُعد ظاهرة موسمية تتكرر سنويًا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد أن الحرارة المرتفعة تتسبب في انخفاض نسبة الأكسجين الذائب في المياه، وهو ما يؤدي إلى إجهاد الأسماك ويزيد من احتمالات نفوقها.
وأضاف أن موجات الحر تؤدي كذلك إلى زيادة تركيز الأمونيا في المياه، مما يفاقم من التلوث ويُحدث تغييرات بيئية كبيرة لا تستطيع الأسماك التكيف معها.
* تحرك عاجل من وزارة الزراعة
وأشار الدكتور القرش إلى أن الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة، تابع الأزمة منذ بدايتها و وجّه بتكثيف التواصل مع أصحاب المزارع السمكية في المنطقة، وتقديم الدعم الفني اللازم لهم لحماية ما تبقى من الثروة السمكية وتقليل الخسائر.
* التغير المناخي .. خطر متصاعد
من جهته، اعتبر الدكتور أحمد سني، رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل بجهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية، أن نفوق الأسماك أصبح ظاهرة طبيعية في ظل التغيرات المناخية الحادة التي يشهدها العالم.
وأوضح سني أن الأسماك تعتبر من الكائنات ذوات الدم البارد، وبالتالي فهي تتأثر بشكل مباشر بالتغير في درجات حرارة المياه.
وقال إن الأنواع البحرية المستزرعة في مصر، مثل الدنيس والقاروص واللوت، تعيش في مدى حراري يتراوح بين 20 و 24 درجة مئوية، وأي انحراف عن هذا النطاق يؤدي إلى تراجع معدلات النمو، وضعف القدرة على مقاومة الأمراض.
وأكد أن موجة الحر الأخيرة تسببت في تغير نمط المياه ومواصفاتها الكيميائية والفيزيائية، ما زاد من الإجهاد على الأسماك، خصوصًا في المزارع السمكية حيث تكون الكثافة السمكية عالية جداً مقارنة بالبيئات الطبيعية، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر السريع.
* موجة حر غير مسبوقة تضرب مصر والمنطقة
وتشهد مصر حاليًا، شأنها شأن عدد من الدول العربية، موجة حر شديدة وغير مسبوقة، يتوقع أن تبلغ ذروتها خلال اليومين المقبلين، وسط تحذيرات من آثارها على الإنسان والحيوان والنظام البيئي ككل، في وقت يزداد فيه القلق من تكرار مثل هذه الكوارث البيئية مستقبلاً.