خريطة مسربة تكشف خطة إسرائيلية لتقسيم غزة وتقييد حركة المدنيين

كشفت خريطة مسربة حصلت عليها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن مقترح إسرائيلي يقضي بتقسيم قطاع غزة إلى 3 مناطق مدنية محاطة بـ 4 مناطق عسكرية، وذلك في حال فشل المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حركة "حماس".
وبحسب الخريطة التي اطّلع عليها دبلوماسيون، فإن المناطق المدنية ستكون مفصولة بمناطق عسكرية في شمال ووسط وجنوب القطاع، مع فرض قيود صارمة على تنقل المدنيين بينها دون تصريح مسبق. كما ستُخضع جميع المواد الغذائية والبضائع لفحوصات أمنية مشددة باستخدام الرموز الشريطية (الباركود) أو الصور.
وتتضمن الخطة إنشاء ممر عسكري جديد يربط بين جنوب غزة ووسطها، وهو أضيق نسبياً من ممر "نتساريم" الحالي الذي يبلغ عرضه 4 كيلومترات.
ومن المقرر أن تعمل جرافات الجيش الإسرائيلي على تسوية هذا الممر بالكامل خلال الأسابيع المقبلة لإنشاء بنية تحتية عسكرية تفصل بين المناطق السكنية شمال رفح وجنوب نتساريم.
كما تشمل الخريطة توسيعاً للمنطقة العسكرية الشمالية بالقرب من بيت لاهيا وبيت حانون لإفساح المجال أمام تحركات القوات الإسرائيلية وبناء مواقع عسكرية إضافية. ويحيط بقطاع غزة بالكامل شريط أبيض يمثل منطقة عازلة موسعة بين الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.
وتكشف الخريطة أيضاً عن نية إسرائيلية لإنشاء ما يصل إلى 12 موقعاً داخل المناطق المدنية، يُرجح أن تكون مخصصة لتوزيع المساعدات الإنسانية. وتندرج هذه المواقع ضمن خطة أوسع تشرف عليها القوات الإسرائيلية وتنفذها شركات خاصة، وهو ما أثار انتقادات دولية واسعة.
من جهته، امتنع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تأكيد أو نفي تفاصيل هذه الخطة، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ 18 آذار الماضي، بعد انتهاء هدنة هشة استمرت نحو شهرين.
يأتي ذلك في سياق إعلان حكومة بنيامين نتنياهو مطلع أيار الجاري عن خطة لـ "السيطرة" على القطاع، تتضمن نقل الغالبية العظمى من سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، في محاولة لزيادة الضغط على حركة "حماس" للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
وفي الأيام الأخيرة، شهد القطاع تصعيداً عسكرياً كبيراً، حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية على مواقع متفرقة في غزة عن مقتل أكثر من 250 فلسطينياً، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس".