إسرائيل تبدأ قصف جنوب لبنان بعد تحذيرات للسكان وحزب اللّٰـه يترقّب
18 سبتمبر 202548 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط:
16
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس 18 سبتمبر / أيلول 2025، عن بدء شن ضربات جوية على أهداف تابعة لحزب اللّٰـه في جنوب لبنان، وذلك بعد ساعات من توجيه تحذيرات لسكان عدد من القرى في المنطقة بضرورة إخلاء منازلهم.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، في بيان عبر منصة "إكس" :
"سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب اللّٰـه الإرهابي في أنحاء جنوب لبنان، وذلك في مواجهة محاولاته المحظورة لاستئناف أنشطته في المنطقة".
ونشر الجيش خرائط لأربعة مبانٍ تقع في قرى ميس الجبل، دبين، وكفرتبنيت، داعيًا سكانها وسكان المباني المجاورة إلى إخلائها "فورًا" والبقاء على مسافة لا تقل عن 500 متر منها.
وحذر أدرعي قائلاً : "البقاء في هذه المباني يعرضكم للخطر".
وفي وقت لاحق، أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان عن تنفيذ غارتين على الأقل، استهدفتا قريتي ميس الجبل ودبين، بالإضافة إلى "غارة معادية" أخرى طالت بلدة كفرتبنيت.
و ذكرت الوكالة أن غارات الخميس جاءت وسط حالة نزوح ملحوظة للسكان، خصوصًا على الطريق الواصل بين بلدة كفرتبنيت ومدينة النبطية.
وفي تعليق رسمي، دعا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى "ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا"، وفقًا لبيان صادر عن مكتبه خلال جلسة لمجلس الوزراء.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، قبيل إحياء حزب اللّٰـه لذكرى مقتل أمينه العام السابق حسن نصر اللّٰـه ، في 27 سبتمبر / أيلول 2024، بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما تتزامن مع الذكرى الأولى لتفجير إسرائيل آلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي كانت بحوزة عناصر حزب اللّٰـه، ما أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة نحو 3 آلاف، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وبالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في نوفمبر 2024، عقب حرب استمرت شهرين بين إسرائيل وحزب اللّٰـه ضمن مواجهة عسكرية استمرت لأكثر من عام، تواصل إسرائيل شن غارات جوية شبه يومية تقول إنها تستهدف مخازن أسلحة وبنى تحتية للحزب.
وكان الاتفاق قد نصّ على انسحاب حزب اللّٰـه من جنوب نهر الليطاني ( حوالي 30 كيلومترًا من الحدود )، وتفكيك بنيته العسكرية في تلك المنطقة، إضافة إلى حصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
كما تضمن الاتفاق انسحاب إسرائيل من المواقع التي تقدمت إليها خلال الحرب، إلا أن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة في خمس تلال بجنوب لبنان، في خرق مستمر لبنود الاتفاق.
وفي تطور داخلي بارز، تتعرض قيادة حزب اللّٰـه لضغوط متزايدة، مع اتخاذ الحكومة اللبنانية قرارًا في أغسطس / آب يقضي بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وقوات الأمن فقط.
وقد وضع الجيش اللبناني خطة في سبتمبر / أيلول لتنفيذ القرار، ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن حزب اللّٰـه رفض تلك الخطوة.
وفي وقت متزامن مع الغارات جنوبًا، أعلنت إسرائيل تنفيذ ضربة استهدفت سيارة شرق لبنان، أسفرت عن مقتل شخصين.
وتؤكد إسرائيل أن عملياتها المتكررة في لبنان تهدف إلى ضرب قدرات حزب اللّٰـه العسكرية ومنعه من إعادة تنظيم صفوفه، رغم الالتزام المعلن باتفاق وقف إطلاق النار.