كيف تعزز التمارين الرياضية صحة جهازك الهضمي ؟
2 سبتمبر 2025208 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
أظهرت دراسة حديثة أن فوائد التمارين الرياضية تتجاوز بكثير تحسين اللياقة البدنية والصحة العقلية ؛ حيث تبين أن النشاط البدني يمكنه "إعادة تنظيم" ميكروبيوم الأمعاء، مما يبرز الدور الأساسي للجهاز الهضمي في الحفاظ على الصحة العامة.
* أمعاء الرياضيين : بيئة ميكروبية متفردة
أجريت الدراسة في جامعة إديث كوان (ECU) بأستراليا، حيث أظهرت النتائج أن شدة وكثافة التمرين تُحدث تغييرات واضحة في مجتمع الميكروبات داخل الأمعاء.
وكشفت الدراسة، المنشورة في دورية International Society of Sports Nutrition، أن الرياضيين يتمتعون بميكروبيوم مع تنوع أكبر، إضافة إلى مستويات أعلى من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهي عناصر أساسية لصحة بطانة الأمعاء وتقليل الالتهابات.
* التمارين تؤثر في توازن الأمعاء
تمت الدراسة على 23 مُجدّفًا عالي الأداء، حيث قارن الباحثون بين فترات التدريب المكثف قبيل البطولات وفترات الراحة التي شهدت انخفاضًا في مستويات النشاط البدني.
ولاحظ العلماء خلال فترات التدريب المكثف زيادة في مستويات الزبدات ( من 64 إلى 105 مليمول/لتر ) والبروبيونات ( من 91 إلى 121 مليمول/لتر )، مما أسهم في تحسين الهضم و زيادة حركة الأمعاء.
* كيف تغذي الرياضة الميكروبات ؟
أوضح الباحثون أن التمارين المكثفة تزيد من مستويات اللاكتات الناتجة عن العضلات، والذي يصل إلى الأمعاء حيث تتناوله بعض الميكروبات ويُحول إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة.
تساعد هذه الأحماض على تنظيم درجة الحموضة في الأمعاء وتدعم نمو الميكروبات المفيدة.
* فترة الراحة : تراجع في الصحة المعوية
في المقابل، خلال فترات الراحة، تراجع النظام الغذائي للرياضيين بشكل ملحوظ.
على الرغم من أن كمية البروتين والكربوهيدرات والألياف ظلت شبه ثابتة، إلا أن الاستهلاك اليومي من الفواكه والخضراوات انخفض، ما دفع الرياضيين إلى الاعتماد بشكل أكبر على الأطعمة الجاهزة.
هذه التغيرات أدت إلى تباطؤ عملية الهضم، انخفاض مستويات الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة، وتراجع وفرة البكتيريا النافعة.
* الرسالة الحاسمة : التمارين تشكل صحة الأمعاء
خلصت الدراسة إلى أن شدة التمارين الرياضية تمثل عاملًا حاسمًا في تشكيل بيئة الأمعاء الصحية، أكثر من مجرد اتباع نظام غذائي صحي.
وبذلك، أصبح من الواضح أن النشاط البدني المنتظم _سواء في صالات الألعاب الرياضية، ركوب الدراجة، أو حتى المشي السريع_ يسهم في تحسين صحة الأمعاء ويضيف بُعدًا جديدًا إلى قائمة فوائد الرياضة المتعددة.
الرياضة ليست فقط لتقوية الجسم ؛ بل أيضًا لإعادة برمجة الأمعاء و زيادة صحتها.