الذهب يحوم قرب القمم القياسية في انتظار إشارات الفيدرالي والتقارير الاقتصادية

استقرت أسعار الذهب بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية يوم الأربعاء، في ظل تداولات حذرة للمستثمرين بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، والتي افتقرت إلى توجيهات حاسمة بشأن مسار أسعار الفائدة، بينما تتجه الأنظار نحو بيانات اقتصادية مهمة نهاية الأسبوع.
وشهدت أسعار الذهب استقراراً نسبياً خلال تعاملات اليوم، حيث ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3767.79 دولاراً للأونصة، بعد أن لامس في الجلسة السابقة أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3790.82 دولاراً. في المقابل، انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم كانون الأول بنسبة 0.4% لتسجل 3800.30 دولاراً.
يعود سبب الحذر في السوق إلى تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الثلاثاء، والتي أكد فيها على ضرورة أن يواصل البنك المركزي "موازنة المخاطر المتعارضة المتمثلة في التضخم المرتفع وضعف سوق العمل عند اتخاذ قراراته بشأن معدلات الفائدة المقبلة."
أوضح "كيلفن وونغ"، كبير محللي السوق في "أواندا" لـ "رويترز"، أن الذهب يتعرض حالياً لضغوط. وقال وونغ: "إن الذهب يتعرض حالياً لضغوط من مؤشرات فنية في منطقة تشبّع الشراء، ما دفع إلى عمليات جني الأرباح، إضافة إلى خطاب باول المتوازن الذي افتقر إلى إشارات واضحة حول رفع معدلات الفائدة مستقبلاً."
ومع ذلك، أضاف وونغ متفائلاً بشأن الآفاق المتوسطة للأصفر اللامع: "قد نشهد تراجعاً طفيفاً في أسعار الذهب اليوم، غير أن الاتجاهات المتوسطة والقصيرة الأجل لا تزال تدعم التوقعات بمزيد من الصعود."
تُظهر أداة "فيدواتش" التابعة لمجموعة "سي إم إي" أن ثقة المستثمرين في خفض أسعار الفائدة لا تزال قوية، حيث تتوقع الأسواق خفضين إضافيين للفائدة هذا العام، بواقع 25 نقطة أساس لكل منهما، مع ترجيح بنسبة 93% لخفض في تشرين الأول، و77% في كانون الأول.
ويترقب السوق صدور تقرير طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأول غداً الخميس، يليه يوم الجمعة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يعد "المقياس المفضل للفيدرالي لمتابعة التضخم."
انعكست حالة التراجع الطفيف على بقية المعادن النفيسة، حيث تراجع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.7% إلى 43.72 دولاراً للأونصة، وانخفض البلاتين 0.2% إلى 1475.78 دولاراً، بينما هبط البلاديوم 0.1% إلى 1218.54 دولاراً.