ألمانيا تتهم روسيا بتسيير مسيرات تجسس عطلت الرحلات الجوية
6 أكتوبر 2025174 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
اتهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس يوم أمس الأحد، روسيا بالوقوف وراء سلسلة من التوغلات الجوية غير المسبوقة لطائرات مسيّرة مجهولة الهوية داخل الأجواء الألمانية، كان أبرزها تحليق عدة مسيّرات فوق مطار ميونيخ الدولي، ما أدى إلى تعطيل عشرات الرحلات الجوية وتقطّع السبل بأكثر من 10 آلاف مسافر خلال اليومين الماضيين.
وفي تصريحات نقلتها وكالة رويترز، قال ميرتس :
"نعتقد أن روسيا تقف وراء معظم هذه الرحلات الجوية للطائرات المسيّرة، التي كانت في مهمات استطلاع ولم تكن مسلّحة".
وأضاف أن وتيرة هذا النوع من التوغلات في الأجواء الأوروبية لم يسبق لها مثيل، حتى بالمقارنة مع فترات التوتر خلال الحرب الباردة.
* وزارة الدفاع تدعو للهدوء : "لا تهديد حقيقي"
وفي سياق متصل، دعت وزارة الدفاع الألمانية إلى التزام الهدوء، مؤكدة أن المسيّرات التي تم رصدها لم تشكل أي تهديد مباشر.
وقال وزير الدفاع بوريس بيستوريوس في مقابلة مع صحيفة هاندلشبلات :
"أتفهم القلق، لكن المسيّرات لم تمثل تهديداً حقيقياً. لدينا وسائل للتعامل مع هذه المواقف، رغم أننا لم نصل بعد إلى مستوى الإمكانات التي نطمح إليها".
وأشار بيستوريوس إلى أن الجيش الألماني ساعد الشرطة في عمليات الرصد، لكنه أكد أن الجيش لا يمكنه التدخل في كل موقع تظهر فيه طائرات مسيرة، داعياً إلى تعزيز قدرات الشرطة والمرافق الحيوية مثل المطارات ومحطات الطاقة على مواجهة هذا النوع من التهديدات الجوية ضمن ارتفاعات محددة.
* استئناف الملاحة بعد توقف ليلي
وكانت حركة الملاحة الجوية في مطار ميونيخ قد توقفت مساء الجمعة، لليلة الثانية على التوالي، بعد رصد تحليق مسيّرات في أجواء المطار خلال الليل، قبل أن تُستأنف الرحلات بشكل تدريجي صباح السبت.
وقدّمت وحدات من الجيش الألماني الدعم للشرطة المحلية لرصد وتعقب تلك المسيّرات، في وقت لم يتم تحديد الجهة المسؤولة عنها بشكل رسمي حتى الآن.
* ظاهرة تتكرر في أوروبا .. والدنمارك تنفي تورط روسيا
هذه الحوادث ليست معزولة، إذ شهدت مطارات في الدنمارك، النرويج، وبولندا خلال الأسابيع الماضية توقفاً مؤقتاً للرحلات، بسبب رصد طائرات مسيّرة مجهولة الهوية في أجوائها.
و رغم أن ألمانيا تتهم موسكو، فقد نفت دول أخرى هذه الفرضية، حيث صرّحت الحكومة الدنماركية بأنها لا تملك أدلة تثبت تورط روسيا، بينما رفضت موسكو أيضاً اتهامات سابقة وجهتها لها رومانيا وإستونيا.
توغل الطائرات المسيّرة فوق الأراضي الأوروبية بات ظاهرة متكررة ومقلقة، في وقت تتزايد فيه الشكوك حول وجود أنشطة استخباراتية منسقة خلفها، وسط توتر غير معلن في الأجواء الأوروبية.
وبينما تواصل الحكومات الأوروبية محاولات كشف الفاعل، يبدو أن البنية الأمنية التقليدية بحاجة إلى مراجعة عاجلة لمواجهة التهديدات الجديدة في عصر الطائرات بدون طيار.