هل تفتح قمة الدوحة أبواب المواجهة؟ قطر في مرمى إسرائيل والعرب يلوّحون بالرد
15 سبتمبر 202575 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
في مشهد سياسي غير مسبوق، اجتمعت الدول العربية والإسلامية في العاصمة القطرية الدوحة، في قمة طارئة حملت عنواناً واحداً: الرد على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الوسيط بدل الطرف المتنازع.
فالهجوم على الدوحة لم يكن مجرد خرق أمني، بل رسالة سياسية صريحة بأن إسرائيل لم تعد تعترف بأي خطوط حمراء، لا دبلوماسية ولا سيادية.
القمة، التي جاءت بعد أيام من استهداف مسؤولين من حركة حماس داخل الأراضي القطرية، تحولت إلى منصة إقليمية لإعادة تعريف موقع قطر في معادلة الصراع.
لم تعد الدوحة مجرد وسيط، بل باتت طرفاً أساسياً في المواجهة، ما يطرح سؤالاً جوهرياً: هل نحن أمام بداية مواجهة مباشرة بين إسرائيل ودولة عربية؟
بين الرمزية والرد العملي
البيان الختامي للقمة حمل لهجة غير مسبوقة في وضوحها وصرامتها. إدانة شاملة للعدوان، دعم مطلق لسيادة قطر، ورفض قاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين أو فرض أمر واقع جديد في غزة.
لكن هذه المواقف، رغم أهميتها الرمزية، تبقى في إطار الرد السياسي ما لم تُترجم إلى خطوات عملية، سواء عبر تفعيل آليات الدفاع المشترك أو تحركات دبلوماسية ضاغطة في المحافل الدولية.
نتنياهو يهاجم قطر... والدوحة ترد
في توقيت موازٍ لانعقاد القمة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات مثيرة، اتهم فيها قطر بقيادة جهود دولية لفرض حصار على إسرائيل، مشيراً إلى ما وصفه بـ"حصار إعلامي ممول من قطر والصين".
هذه التصريحات، التي جاءت عبر صحيفة "جيروسالم بوست"، تكشف عن حالة من التوتر المتصاعد، وربما عن رغبة في تصعيد المواجهة.
الرد القطري جاء سريعاً وحازماً، حيث وصف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الهجوم الإسرائيلي بأنه "سافر وجبان"، مؤكداً أن إسرائيل "تغتال الطرف المفاوض وتعتدي على البلد الوسيط"، في إشارة إلى استهداف قيادات حماس أثناء دراسة مقترح أميركي لوقف إطلاق النار.
هل تلوّح القمة بالحرب؟
رغم أن احتمالية اندلاع حرب مباشرة بين إسرائيل وقطر لا تزال منخفضة، لأسباب تتعلق بتوازنات القوى والوجود الأميركي في الخليج، إلا أن استمرار إسرائيل في استهداف الوسطاء وتجاهلها للقانون الدولي قد يدفع بعض الدول إلى إعادة النظر في استراتيجيات الرد، خصوصاً إذا تكررت الاعتداءات أو توسعت لتشمل دولاً أخرى.
ما يميز قمة الدوحة أنها لم تكن مجرد اجتماع طارئ، بل كانت إعلاناً صريحاً بأن زمن الصمت انتهى، وأن استهداف أي دولة عربية أو إسلامية لن يمر دون رد.
إنها لحظة مفصلية قد تعيد رسم خريطة التحالفات الإقليمية، وتضع إسرائيل أمام تحديات جديدة لم تكن في حسبانها.