بريطانيا: لا نعتبر ما يحدث في غزة إبادة جماعية لكن المعاناة "مروعة للغاية"
9 سبتمبر 202573 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
كشفت رسالة رسمية من الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة لم تخلص إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، لكنها عبّرت عن قلق بالغ إزاء ما وصفته بـ"المعاناة المروعة للغاية" للمدنيين، وذلك قبيل اجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج في داوننج ستريت يوم الأربعاء.
وجاء في الرسالة، التي كتبها وزير الخارجية السابق ديفيد لامي بتاريخ 1 سبتمبر، أن الحكومة درست بعناية خطر الإبادة الجماعية وفقاً لاتفاقية عام 1948، لكنها لم تجد دليلاً على وجود "نية محددة لتدمير جماعة قومية أو عرقية أو دينية كلياً أو جزئياً"، وهو الشرط القانوني لتعريف الجريمة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه إسرائيل اتهامات واسعة النطاق بارتكاب إبادة جماعية في غزة، من بينها تقارير صادرة عن أكبر مجموعة دولية متخصصة في دراسة الإبادة الجماعية، وسط حصيلة بشرية تفيد وزارة الصحة في القطاع بأنها تجاوزت 64 ألف قتيل منذ بدء الحملة العسكرية قبل نحو عامين.
وترفض إسرائيل هذه الاتهامات، وتؤكد أن عملياتها العسكرية تأتي في إطار الدفاع عن النفس، عقب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وفق الإحصاءات الإسرائيلية.
الرسالة الحكومية البريطانية شددت على أن "الدمار الواسع النطاق وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، أمر مروع تماماً"، داعية إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لتقليل المعاناة الإنسانية الناتجة عن الصراع.
ويواجه رئيس الوزراء ستارمر انتقادات من داخل حزب العمال بسبب موافقته على لقاء هرتسوج، خاصة في ظل مشاهد الأطفال الجوعى في غزة، وخطة الحكومة للاعتراف بدولة فلسطينية، إضافة إلى منع مسؤولين إسرائيليين من حضور معرض الدفاع الدولي هذا الأسبوع، ما زاد من توتر العلاقات بين لندن وتل أبيب.
وتؤكد الحكومة البريطانية أن السلطة القضائية هي الجهة المخولة قانوناً بتحديد وقوع جريمة الإبادة الجماعية، في موقف يعكس الحذر السياسي والدبلوماسي في التعامل مع الملف الفلسطيني–الإسرائيلي.