الذهب يصعد مدعوماً بتراجع العوائد وترقب اجتماعات السلام
شهدت أسعار الذهب انتعاشاً ملحوظاً عند إغلاق تعاملات يوم الاثنين، بعد أن كانت قد لامست أدنى مستوياتها في أسبوعين، وذلك بدعم من انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية.
يأتي هذا الصعود في ظل تركيز المستثمرين على المحادثات المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى قادة أوروبيين، لبحث سبل إنهاء الحرب مع روسيا.
كما يتطلع السوق باهتمام إلى المؤتمر السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنغ، والذي قد يقدم مؤشرات مهمة حول السياسة النقدية.
في التفاصيل، ارتفع الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 3355.84 دولاراً للأونصة، بعد أن كان قد سجل أدنى مستوى له منذ الأول من آب. وفي المقابل، شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم كانون الأول انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.1% لتستقر عند 3378 دولاراً للأونصة. كما عزز ارتفاع الدولار الأميركي بنسبة 0.3% من تكلفة الذهب المقوم بالدولار على المستثمرين من حاملي العملات الأخرى.
على الصعيد الجيوسياسي، أعلن الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة "ستساعد" أوروبا في توفير الأمن لأوكرانيا كجزء من أي اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا، وذلك خلال اجتماعه المفاجئ مع الرئيس زيلينسكي في البيت الأبيض. وفي سياق متصل، انضم قادة أوروبيون إلى المحادثات، وسط تقارير تشير إلى أن "موسكو قد تتخلى عن جيوب صغيرة تسيطر عليها في أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن أجزاء من أراضيها الشرقية"، وفقاً لمقترحات سلام نوقشت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب خلال قمة ألاسكا.
فيما يتعلق بالسياسة النقدية، يتوقع معظم الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع لـ "رويترز" أن يعلن الفيدرالي الأميركي عن خفض معدلات الفائدة في أيلول، ليصبح أول خفض هذا العام، مع احتمال حدوث خفض ثانٍ قبل نهاية 2025. ويُذكر أن الذهب، كأصل لا يدر عائداً، "يُعرف بكونه ملاذاً آمناً خلال فترات الضبابية الاقتصادية، ويميل إلى الارتفاع في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة".
إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً إيجابياً، حيث ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية 0.3% إلى 38.08 دولاراً للأونصة، بينما زاد البلاتين 0.8% إلى 1346.61 دولاراً، وصعد البلاديوم 1.3% إلى 1126.85 دولاراً.
من جانبه، علق تيم ووترر، كبير محللي السوق في "كيه.سي.إم تريد"، قائلاً: "كان الذهب في مسار هابط في بداية اليوم، لكنه تمكن من عكس اتجاهه بعدما صعد المشترون بالسعر إلى مستوى 3330 دولاراً تقريباً".
وبينما تظل التطورات السياسية وتوجهات الفيدرالي الأميركي العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار الذهب، يترقب المستثمرون المؤتمر المرتقب في جاكسون هول لمزيد من الإشارات حول السياسة النقدية والاقتصادية للولايات المتحدة.
