وفاة شاب سوري بعد محاولة إنقاذ طفل تركي غرقًا في أورفا جنوب تركيا

تمكنت فرق الإنقاذ التركية يوم أمس الثلاثاء، من انتشال جثة طفل تركي يبلغ من العمر 12 عامًا كان قد غرق في قناة ري بولاية أورفا جنوب تركيا، وذلك بعد ساعات قليلة من انتشال جثة لاجئ سوري شاب يبلغ من العمر 23 عامًا، غرق أثناء محاولته إنقاذ الطفل.

حدثت الواقعة قبل عدة أيام عندما جرفت المياه الطفل أثناء سباحته في القناة، فقام الشاب السوري محمد الحسين بالقفز خلفه في محاولة لإنقاذه، لكنه لم ينجح وغرق الاثنان معًا.

وقد وثّق مقطع فيديو اللحظة المؤثرة لانتشال جثة الطفل، وسط تداول واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد العديد بفعل الشاب السوري البطولي، وطالب البعض بمنح عائلته امتيازات تقديرًا لهذا التصرف النبيل، رغم فشله المأساوي.

بدأت فرق البحث والإنقاذ الحكومية عمليات البحث فور اختفاء الطفل واللاجئ، واستمرت لأربعة أيام حتى تم العثور عليهما.

وأعلنت السلطات الأمنية بدء تحقيقات روتينية حول الحادث قبل تسليم الجثتين إلى العائلتين، وسط متابعة وترقب كبيرين من سكان المنطقة.

أثنى عدد كبير من سكان أورفا والمدونين الأتراك على شجاعة اللاجئ السوري، وانتقد آخرون عدم اتخاذ إجراءات كافية من قبل المسؤولين المحليين لحماية الأطفال من مخاطر السباحة في الأنهار والقنوات، مؤكدين على الحاجة إلى توفير مسابح آمنة أو تسوير الأنهار.

في سياق منفصل، أعلن وزير الداخلية التركي أن عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا من تركيا إلى سوريا وصل إلى أكثر من 250 ألفًا حتى يونيو 2025، مما أدى إلى انخفاض عدد اللاجئين في تركيا إلى 2.7 مليون.

كما أظهرت صور متداولة خلو العديد من المحلات والأبنية التي كانت مملوكة للاجئين السوريين، بعد مغادرتهم وتركهم إياها للإيجار.

هذا الحادث المأساوي سلط الضوء مجددًا على التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين في تركيا، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على سلامة الأطفال والمجتمع.