في أول ظهور إعلامي لها، كشفت أم خديجة الشيشانية، زوجة عبد اللّٰـه مكي الرفيعي، المعروف بـ "أبو خديجة"، الرجل الثاني في تنظيم داعش بسوريا والعراق، تفاصيل صادمة عن حياتها داخل التنظيم الإرهابي، في مقابلة تلفزيونية.
أم خديجة، التي انضمت للتنظيم بتأثير مباشر من زوجها، قالت إن حياتها تغيّرت تدريجيًا بعد الزواج، مؤكدة أنه أقنعها بأن مفاهيم الحلال والحرام "مرنة" في فكر التنظيم.
وأضافت أنها لم تكن تعرف قراءة القرآن في البداية، وأن معلمات روسيات داخل داعش أشرفن على تعليمهن، وكان يتم فرض عقوبات على من يتغيب عن الدروس.
وأوضحت أن النساء داخل داعش كُنّ يُقسّمن بحسب نواياهن، مشيرة إلى أن الأجنبيات كُنّ الأغلى ثمنًا مقارنة بالعربيات، وأنها دفعت 18 ألف دولار لتحصل على حريتها.
كما أكدت أن أغلب الراغبات في تنفيذ عمليات انتحارية كُنّ من جنسيات أوروبية، وأنها لم تكن على علم مباشر بتفاصيل "السبي" داخل تنظيم داعش في البداية، ولم تلتقِ بأي امرأة إيزيدية حتى عام 2019، حين بدأت تتعرف على ما حدث بالفعل من خلال أقوال بعض النساء الزائرات للمضافات التي كانت تعيش فيها.
قالت إنها سمعت روايات من أولئك النسوة عن الفظائع التي تعرّضت لها السبايا، وأكدت أنها شاهدت مقاطع مصوّرة عن مصير الإيزيديات، أثّرت فيها بشدة، وتخيلت نفسها في مكانهن، معتبرة أن ما جرى لهن غير إنساني ولا يُحتمل، وأضافت : "لو كنت مكانهن، لما تحملت لحظة واحدة".
و روت كيف أن زوجها كان يرتدي حزامين ناسفين باستمرار، تحسبًا لهجوم أميركي، وأنه أصرّ عليها ذات مرة بارتداء حزام ناسف أثناء مطاردة طائرة أميركية لهم، لكنها رفضت.
ونجت من عدة غارات وقصف في صحراء الأنبار، حيث كانت تعيش في مخابئ ومضافات.
أما عن مقتل زوجها، فقالت إنه جاء بشكل مفاجئ، حيث أبلغوها بالأمر دون تفاصيل أو مشاهدة الجثة.
وكان الرفيعي قد قُتل في مارس الماضي، بغارة جوية دقيقة نفذتها القوات الأميركية بالتنسيق مع الأمن العراقي، و وصِف حينها بأنه "أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم".
هذه الشهادة الفريدة من داخل معقل داعش، تكشف جانبًا مظلمًا من الواقع الذي كانت تعيشه النساء في التنظيم، وتضيء على شبكة المعلمات والعقوبات، والحياة السرية للمسلحين الأشد خطورة في المنطقة.