وكالة حماية البيئة الأمريكية تعلن إلغاء قيود انبعاثات محطات الفحم والغاز

أعلنت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) عن خطط لإلغاء القيود المفروضة على انبعاثات الغازات الدفيئة من محطات الطاقة العاملة بالفحم والغاز في الولايات المتحدة، مؤكدةً أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسات دعم الطاقة الموثوقة وبأسعار معقولة.
وصرح متحدث باسم الوكالة: "لقد عبر الكثيرون عن مخاوفهم من أن تعديلات الإدارة السابقة لتلك القواعد تُعتبر تجاوزاً، كما أنها تهدد إنتاج الطاقة بأسعار معقولة وموثوقة، مما قد يرفع تكاليف الكهرباء على الأسر الأمريكية ويزيد الاعتماد على مصادر الطاقة الأجنبية".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن وثائق داخلية أن الوكالة استندت في قرارها إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الناتجة عن محطات الوقود الأحفوري "لا تسهم بشكل كبير في مستويات خطيرة من التلوث"، مشيرةً إلى أن حصتها من الانبعاثات العالمية "صغيرة ومتناقصة". كما رأت الوكالة أن منع هذه الانبعاثات "لن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة والرفاه الاجتماعي".
يأتي هذا القرار في إطار جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لإنعاش صناعة الفحم الأمريكية، حيث أصدر في نيسان أمراً تنفيذياً بتحديد مناطق ذات بنية تحتية تعمل بالفحم لدعم مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
وتهدف الخطة إلى تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء من قطاع التكنولوجيا، رغم أن الفحم يُعد أكبر ملوث للهواء وأكبر مساهم في الاحتباس الحراري.
وتسعى الإدارة أيضاً إلى تسريع إلغاء الإنفاق الفيدرالي المرتبط بمكافحة تغير المناخ وإزالة القيود التنظيمية على انبعاثات الغازات الدفيئة، في إطار سياسة "الاستقلال الطاقة الأمريكي".
في سياق متصل، تواجه شركة بلاك روك، أكبر مدير أصول في العالم، دعوى قضائية من ولاية تكساس و12 ولاية أخرى تتهمها بالتآمر مع مستثمرين كبار مثل فانغارد وستيت ستريت غلوبال أدفايزرز للحد من المنافسة في قطاع الفحم عبر خفض الإنتاج.
وردت بلاك روك بأن الدعوى "عديمة الأساس"، محذرةً من أن استمرارها قد يُضعف جهود أمريكا لتحقيق الاستقلال الطاقة. وأضافت أن إجبار المديرين على سحب استثماراتهم من شركات الفحم سيُقلص قدرتها على التمويل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
في كانون الأول الماضي، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب العالمي على الفحم إلى 8.9 مليون طن بحلول 2027، بزيادة 1% عن مستويات 2024، خلافاً لتوقعات سابقة بتراجعه. ويعزو الخبراء هذا النمو لتشجيع إدارة ترامب الاعتماد على الفحم في توليد الطاقة.
يُذكر أن الجدل حول مستقبل الطاقة في أمريكا يتصاعد بين مؤيدي الصناعة التقليدية والمدافعين عن التحول إلى مصادر أنظف، وسط تحذيرات من تأثير القرارات السياسية على الاقتصاد والبيئة.