مشروع القبة الذهبية لترامب مهدد بسبب خلافات أميركا وكندا
25 مايو 20250 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط
16
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا عن مشروع دفاعي طموح تحت مسمى "القبة الذهبية"، يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من كافة أنواع الصواريخ، لكن هذا المشروع الضخم، الذي قد تصل تكلفته إلى 500 مليار دولار، يواجه عقبة رئيسية قد تعرقل تنفيذه : كندا.
و رغم إعلان ترامب عن المشروع بحماسة، إلا أنه تجاهل تفصيلًا محوريًا، يتمثل في ضرورة تعاون كندا لتوفير المجال الجوي والرادارات الضرورية لرصد وتتبع الصواريخ القادمة عبر القطب الشمالي، وهو المسار المحتمل لهجمات من روسيا أو الصين، بحسب ما نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤولين أميركيين.
لكن الرد الكندي لم يكن حماسيًا كما يتوقع ترامب؛ إذ أظهرت الحكومة الكندية فتورًا واضحًا تجاه المشروع، في وقتٍ تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وأوتاوا توترًا بسبب خلافات تجارية وتصريحات ترامب السابقة التي اتهم فيها كندا بالاستفادة المجانية من الحماية الأميركية.
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني ألمح إلى عدم استعداد بلاده للانخراط تلقائيًا في المشروع، مشيرًا إلى أن كندا تبحث عن شراكات أمنية أخرى بديلة، وهو ما يضع المشروع الأميركي في مأزق حقيقي، ويمنح أوتاوا ورقة ضغط غير مسبوقة.
وفي السياق ذاته، قال السناتور الأميركي جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن خطاب ترامب أثار استياءً واسعًا في الشارع الكندي، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على مواقف القادة السياسيين.
تاريخيًا، ساهمت كندا بنحو 40% من ميزانية قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية "نوراد"، وخصصت 38 مليار دولار لتطوير رادارات جديدة في الشمال خلال العقدين المقبلين.
وبدون هذه الرادارات، يحذر الخبراء من أن واشنطن ستواجه فجوة خطيرة في منظومة الدفاع الجوي في مواجهة الصواريخ العابرة للقطب الشمالي.
رغم كل ذلك، قلل ترامب في تصريحه الأخير من أهمية الدعم الكندي، قائلًا : "إنهم يريدون الحماية أيضًا، وكعادتنا، نساعد كندا".
لكن الواقع يؤكد أن المشروع لن يرى النور بدون تعاون مباشر من أوتاوا، التي تملك المجال الجوي والموقع الجغرافي الحاسم لنجاح ما وصفه ترامب بـ "الدرع الأميركي الذهبي".