في خطوة مُفاجئة ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدراج خمس عملات مشفرة ضمن الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي، في تحول دراماتيكي قد يعيد تشكيل مشهد الأصول الرقمية عالميًا .
وكشف ترامب، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، أن البيتكوين (BTC)، والإيثر (ETH)، والريبل (XRP)، وسولانا (SOL)، وكاردانو (ADA) ستكون جزءًا من المخزون الرقمي الجديد، في إطار أمره التنفيذي الصادر في يناير الماضي. وجاء هذا الإعلان ليشعل الأسواق، حيث ارتفعت قيمة هذه العملات بنسبة تتراوح بين 10 % و 35 % خلال تعاملات اليوم .
وأكد ترامب أن قراره يهدف إلى جعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة في العالم" ، مشددًا على أن إدارته ملتزمة بتقديم إطار تنظيمي داعم للصناعة، بخلاف النهج المتشدد الذي اتبعه سلفه الديمقراطي جو بايدن، حيث فرضت الجهات التنظيمية قيودًا صارمة بدعوى مكافحة الاحتيال وغسيل الأموال .
لكن رغم الدعم السياسي الجديد، شهدت الأسواق الرقمية في الأسابيع الأخيرة تراجعًا حادًا، حيث تلاشت المكاسب التي حققتها العملات المشفرة بعد فوز ترامب بالانتخابات.
ويرى المحللون أن السوق بحاجة إلى محفزات قوية للصعود مجددًا، مثل تخفيف السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي أو تقديم تشريعات واضحة تحمي القطاع وتدعمه.
وفي إطار دعمه المستمر للعملات الرقمية، يستعد ترامب لاستضافة أول قمة للعملات المشفرة في البيت الأبيض يوم الجمعة، وسط توقعات بإعلانات جديدة قد تغير قواعد اللعبة.
كما أن لعائلته دورًا مباشرًا في المشهد، بعد إطلاقهم عملات مشفرة خاصة بهم، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثيرهم على السوق.
و رغم الحماس الكبير، لا تزال هناك تساؤلات قانونية حول كيفية إنشاء هذا الاحتياطي الرقمي وآلية عمله، إذ ينقسم الخبراء حول ما إذا كان يتطلب تشريعًا من الكونغرس، أم يمكن لوزارة الخزانة الأميركية تأسيسه من خلال صندوق تثبيت الصرف، الذي يُستخدم عادةً لإدارة احتياطيات العملات الأجنبية.
وفي الوقت نفسه، تواصل مجموعة العمل التابعة لترامب دراسة إمكانية استخدام العملات المشفرة التي تمت مصادرتها في قضايا إنفاذ القانون كجزء من الاحتياطي الجديد.
هل يكون هذا التحرك بداية لعصر جديد من الهيمنة الأميركية على سوق العملات المشفرة ؟
الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت أكبر .