توجه وفد من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إلى العاصمة دمشق لإجراء مباحثات مع الحكومة السورية الجديدة، في خطوة هي الأولى من نوعها بعد الاتفاق التاريخي بين قائد "قسد" مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع في 10 مارس الماضي.
ويضم الوفد، الذي وصل دمشق مساء السبت، شخصيات بارزة من الإدارة الذاتية، بينهم فوزة يوسف وعبد حامد المهباش وأحمد يوسف، بالإضافة إلى أعضاء آخرين، حيث من المقرر أن يناقشوا الأحد آليات تنفيذ بنود الاتفاق وتفعيل اللجان المشتركة بين الطرفين.
وتأتي هذه الزيارة الاستثنائية بعد أيام من تأجيل عملية تبادل أسرى بين "قسد" والحكومة الانتقالية في حلب، رغم الاتفاق الشامل الذي تم في أبريل الماضي.
في ذات السياق، كشف مظلوم عبدي في مقابلة تلفزيونية مع قناة "شمس" المقربة من إقليم كردستان العراق، عن وجود تواصل وهدنة مؤقتة مع تركيا، معبرًا عن استعداد قواته للانخراط الكامل في العملية السياسية داخل سوريا.
من جانبه، لم يستبعد نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات، احتمال عقد لقاء بين عبدي ومسؤولين أتراك في دمشق أو أنقرة خلال المرحلة المقبلة، رغم نفي "قسد" لوجود طلب رسمي تركي.
وأشار خليل إلى أن هذا اللقاء سيكون نتاجًا لعملية السلام التي بدأت في تركيا بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني.
وأضاف خليل أن زيارة وفد الإدارة الذاتية إلى دمشق تمثل خطوة إيجابية نحو توسيع التعاون بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، خاصة في ملفات حيوية مثل وجود قوات "قسد"، وملف النفط، والتعليم باللغتين الكردية والسريانية، مؤكدًا أن نتائج الزيارة مرتبطة بالمواقف التركية والدعم الأميركي للمسار السياسي.
وكان عبدي قد أعرب عن أسفه للموقف الرسمي السوري من مؤتمر "وحدة الصف الكردي" الذي عقد في القامشلي مؤخرًا، واعتبر رد فعل الرئيس الشرع على الوثيقة السياسية الصادرة عن المؤتمر نتيجة سوء فهم.
وتأتي تصريحات قائد "قسد" بعد انتقادات تركية، حيث اتهمت أنقرة قوات سوريا الديمقراطية بمواصلة المماطلة في تنفيذ اتفاقها مع الحكومة السورية، داعيةً إياها إلى التوقف عن ذلك.
لكن عبدي أكد وجود هدنة مؤقتة مع تركيا، معربًا عن أمله في تحويلها إلى هدنة دائمة تضمن الاستقرار في المنطقة.