"الربو الرعدي": تهديد صامت يتربص بالملايين واستنفار بريطاني بعد سقوط 10 ضحايا

دقت هيئة الأمن الصحي البريطانية ناقوس الخطر بشأن ظاهرة نادرة وخطيرة تُعرف باسم "الربو الرعدي"، والتي أصبحت حديث الأوساط الطبية بعد تكرار حوادث قاتلة مرتبطة بها، آخرها حادثة مأساوية في أستراليا أودت بحياة عشرة أشخاص، ما دفع السلطات البريطانية إلى دعوة المواطنين إلى توخي الحذر، خاصة في ظل الظروف الجوية المتقلبة وارتفاع معدلات التلوث.
الربو الرعدي، كما أوضح الخبراء، لا يهدد مرضى الربو فقط، بل يمكن أن يصيب حتى أولئك الذين لم يُشخَّصوا مسبقًا بأي أمراض تنفسية.
ويحدث عندما تؤدي العواصف الرعدية إلى تفتيت حبوب اللقاح في الهواء إلى جزيئات دقيقة يمكن استنشاقها بسهولة، فتخترق عمق الرئتين وتسبب نوبات ربو حادة ومفاجئة.
البروفيسور جوناثان غريغ، أستاذ طب الأطفال التنفسي في جامعة كوين ماري بلندن، أوضح أن الظاهرة لا تميز بين مصاب وغير مصاب بالربو، وأن العواصف الرعدية المصحوبة بارتفاع حبوب اللقاح تمثل "خطرًا مباشرًا على الصحة العامة".
وأشار إلى أن حادثة في لندن عام 2023 شهدت نقل عدد كبير من الأطفال إلى المستشفيات إثر نوبات مفاجئة، وقد تبين أن نصفهم لم يكونوا مصابين بالربو من قبل.
ويعود أول توثيق طبي لظاهرة الربو الرعدي إلى مدينة برمنغهام عام 1983، لكن أكثر الحوادث شهرة كانت في ملبورن عام 2016، عندما تسببت عاصفة رعدية شديدة في مقتل 10 أشخاص وإرباك النظام الصحي المحلي بعد تسجيل آلاف حالات الطوارئ.
حسب هيئة الصحة البريطانية، فإن الأشخاص تحت سن الثلاثين هم الأكثر عرضة، خصوصًا المصابين بحمى القش أو من يعانون من حساسية موسمية. وتوصي الهيئة هؤلاء بتوخي الحذر ومتابعة توقعات الطقس وحالة حبوب اللقاح، خاصة في فصل الربيع والصيف.
يوصي الخبراء بعدد من الإجراءات الوقائية في حال توقع عواصف رعدية متزامنة مع ارتفاع حبوب اللقاح، أبرزها: البقاء في الأماكن المغلقة ، إغلاق النوافذ جيدًا ، تجنب النشاط البدني في الهواء الطلق ، استخدام أدوية الربو الوقائية بشكل منتظم و حمل أجهزة الاستنشاق الطارئة في جميع الأوقات.