رئيسة البنك المركزي الأوروبي تحذر من تصاعد التوترات التجارية

في كلمة ألقتها خلال زيارة نادرة إلى بكين، حذّرت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من أن السياسات التجارية القسرية فشلت في معالجة الاختلالات المالية، مشدّدة على أن خطر الأضرار الاقتصادية المتبادلة أصبح كبيراً لدرجة تستدعي مراجعة جميع الأطراف لسياساتها وإجراء التعديلات الضرورية.
جاء ذلك في أعقاب الإجراءات الأمريكية التي أعلنتها في نيسان، والتي شملت فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، مما أثار اضطراباً في التجارة العالمية، فيما لا تزال الحكومات تتفاوض مع إدارة ترامب لتخفيف تداعيات تلك الخطوة.
وأكدت لاغارد، خلال كلمتها في بنك الشعب الصيني، أن "على جميع الدول تحمّل المسؤولية ومراجعة السياسات التي أدّت إلى فائض في العرض أو الطلب"، محذّرة من أن "الحواجز التجارية والردود الانتقامية المحتملة ستقوّض الازدهار العالمي".
أشارت لاغارد إلى "ارتفاع حاد في استخدام السياسات الصناعية الهادفة إلى تعزيز القدرات الإنتاجية المحلية"، لافتة إلى أن "التدخلات المرتبطة بالدعم والتي تشوّه التجارة العالمية قد زادت أكثر من ثلاثة أضعاف على مستوى العالم منذ عام 2014".
وفي حين اعتمدت الصين لعقود على نظام الدعم، خاصة في القطاعات التصديرية، مما أثار انتقادات بأن ذلك يمنح شركاتها ميزة غير عادلة، نوهت لاغارد إلى أن هذه الممارسات ليست حكراً على الصين، بل تشمل أيضاً دولاً أخرى، لاسيما الأسواق الناشئة.
كما أبرزت رئيسة البنك المركزي الأوروبي الدور الأمريكي في تفاقم الاختلالات، مشيرة إلى أن "حصة الولايات المتحدة من الطلب العالمي ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس جزئياً الإنفاق المفرط في القطاع العام".
ورأت لاغارد أن الحلّ الأمثل يكمن في "احترام القواعد العالمية بشكل أكثر التزاماً"، إلى جانب إبرام اتفاقات ثنائية أو إقليمية تقوم على المنفعة المتبادلة، كسبيل لاحتواء التوترات التجارية واستعادة الاستقرار الاقتصادي العالمي.