لا تزال موسكو تنتظر ردًا رسميًا من كييف بشأن اقتراحها استئناف محادثات السلام في إسطنبول مطلع يونيو / حزيران المقبل، في ظل استمرار الجمود الدبلوماسي بين الطرفين بعد فشل الجولة السابقة من المفاوضات.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الخميس، أن روسيا اقترحت عقد الجولة القادمة من المحادثات في 2 يونيو / حزيران بمدينة إسطنبول، لمناقشة مسودة مذكرات تفاهم تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال : "حتى الآن، لم نحصل على أي رد من الجانب الأوكراني، وعلينا الانتظار".
وكانت الجولة الأولى من المحادثات قد جرت في إسطنبول بتاريخ 16 مايو / أيار، لكنها فشلت في التوصل إلى أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، بسبب ما وصفته موسكو بـ "شروط لم تُستوفَ بعد".
و وصف بيسكوف مطالب أوكرانيا بتسليم مسودة التفاهم قبل استئناف المفاوضات بأنها "غير بنّاءة"، في إشارة إلى تصريحين صادرين من كييف : الأول لوزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، الذي طالب موسكو بتسليم الوثيقة فورًا، والثاني لوزير الدفاع رستم أوميروف، الذي اتهم روسيا بالمماطلة في تقديمها.
وأضاف بيسكوف أن روسيا مستعدة للجلوس مجددًا إلى طاولة الحوار، لكنها ترى أن من الضروري أن تُجرى المفاوضات خلف أبواب مغلقة، دون الإفصاح علنًا عن مضمون المسودات أو شروط أي تفاهم محتمل. وقال : "نحن نفضل أن تُدار هذه النقاشات بعيدًا عن الإعلام، ولا نرى أن الكشف العلني عنها يخدم العملية".
وأشار أيضًا إلى أن موسكو تسعى لآليات قانونية تضمن عدم استئناف الصراع في المستقبل، معتبرًا أن ذلك أحد ركائز أي اتفاق محتمل.
في خضم هذا التجاذب، تبقى الأنظار متجهة نحو الثاني من يونيو / حزيران، وما إذا كانت كييف ستوافق على المقترح الروسي وتعود إلى الطاولة، أم أن ملف السلام سيظل مؤجلًا في ظل استمرار التوتر والتصعيد على الأرض.