إنفيديا تدرس إطلاق أحدث رقاقاتها للذكاء الاصطناعي "بلاكويل" في الصين

أكد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، وجود "احتمال حقيقي" لإرسال أحدث رقاقات الشركة المتطورة، المعروفة باسم "بلاكويل"، إلى السوق الصينية، داعياً الحكومة الأمريكية إلى تمكين شركات الرقائق الأمريكية من المنافسة عالمياً.
جاءت تصريحات هوانغ خلال مؤتمر صحفي عقب إعلان الشركة نتائجها الفصلية يوم الأربعاء 27 آب، حيث قال: "إن فرصة جلب بلاكويل إلى السوق الصينية واردة للغاية". وأضاف مؤكداً على الدور المركزي للشركات الأمريكية: "علينا فقط مواصلة التأكيد على أهمية دور شركات التكنولوجيا الأمريكية في قيادة سباق الذكاء الاصطناعي والفوز به، والمساعدة في جعل التكنولوجيا الأمريكية معياراً عالمياً".
وسلط هوانغ الضوء على الأهمية الاستراتيجية للسوق الصينية، مشيراً إلى أنها ثاني أكبر سوق للذكاء الاصطناعي في العالم. وتوقع نمو حصة إنفيديا فيها بنسبة 50% العام المقبل، قائلاً: "قدرت أن السوق الصينية ستوفر لنا فرصاً استثمارية تبلغ حوالي 50 مليار دولار هذا العام، إذا تمكنا من خدمتها بمنتجات تنافسية. وإذا بلغت 50 مليار دولار هذا العام، فمن المتوقع أن تنمو بنسبة 50% سنوياً".
ويأتي هذا التفاؤل في أعقاب جهود دبلوماسية مكثفة بذلها هوانغ شخصياً، حيث زار البيت الأبيض في شهري تموز وآب لتأمين تراخيص تصدير الجيل الحالي من معالجات الذكاء الاصطناعي (H20) للصين. وقد أثمرت هذه الجهود عن اتفاق مبدئي، أعلن عنه البيت الأبيض في آب، يحصل بموجبه "إنفيديا" على تراخيص التصدير مقابل تخصيص حصة للحكومة الأمريكية تُقدر بـ 15% من مبيعات معالجات H20 الموجهة للصين.
وبعد الاجتماع، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انفتاحه على إبرام صفقة بشأن رقاقات "بلاكويل" الأكثر تطوراً، والتي تشكل حالياً عمود إيرادات إنفيديا من مراكز البيانات. وكان ترامب قد علق في آب قائلاً: "معالج بلاكويل متطور للغاية. لن أقبل بصفقة بهذا الشكل"، مشيراً إلى إمكانية الموافقة على صفقة تتعلق بنسخة "محسّنة بعض الشيء ولكن بشكل سلبي" منه، أي سيتم تعديلها لتكون أبطأ في جوانب معينة للامتثال للوائح التصدير الأمريكية.
من جهة أخرى، حذر هوانغ من أن منع التصدير قد يحقق نتائج عكسية، مؤكداً "أنه من الأفضل لمطوري الذكاء الاصطناعي الصينيين استخدام رقائق إنفيديا بدلاً من إجبارهم على استخدام خيارات صينية محلية الصنع.. مما قد يُحفز صناعة التكنولوجيا الصينية على اللحاق بالركب". وتتوافق هذه الرؤية مع تقارير أفادت بأن الحكومة الصينية تشجع مطوريها على استخدام الرقاقات المحلية.
يذكر أن إنفيديا أعلنت عن نمو إيراداتها في الربع المالي الثاني بنسبة 56% على أساس سنوي لتصل إلى 54 مليار دولار، على الرغم من عدم بيع أي شريحة H20 للصين خلال تلك الفترة. وأفادت الشركة بأنها أصدرت مخزوناً من H20 بقيمة 180 مليون دولار لعميل خارج الصين، مثل مبيعات بقيمة 650 مليون دولار. كما توقعت ألا تعتمد على أي مبيعات من H20 في الربع الحالي ضمن توقعاتها لإيرادات بقيمة 54 مليار دولار، مع إمكانية بيع ما بين ملياري وخمسة مليارات دولار من هذه الشرائح لاحقاً حسب المتغيرات الجيوسياسية.