في خطوة وُصفت بالتاريخية وغير المسبوقة منذ أكثر من 25 عامًا، تشهد العاصمة السعودية الرياض لقاء مرتقبًا يجمع بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترمب، في أول اجتماع مباشر بين رئيسين سوري وأميركي منذ عقود، وسط أجواء سياسية إقليمية ودولية مشحونة، وتوقعات بمرحلة جديدة في العلاقات بين دمشق و واشنطن.
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الرياض، في زيارة تهدف إلى فتح صفحة جديدة من الحوار السياسي، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر منصته "تروث" عن "يوم عظيم في السعودية"، في إشارة واضحة إلى أهمية الحدث المرتقب.
وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أكد أن بلاده تنظر إلى رفع العقوبات الأميركية كبداية جديدة في مسار إعادة الإعمار، مشددًا على أن هذه الخطوة تمثل بارقة أمل للسوريين بعد سنوات من العزلة والعقوبات الاقتصادية.
وقد رحّب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون بتصريحات الرئيس ترمب، واصفًا إياها بأنها خطوة إيجابية على طريق حل الأزمة السورية، في حين أعربت وزارة الخارجية القطرية عن ترحيبها الشديد بالقرار الأميركي، معتبرة أن رفع العقوبات يشكّل خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار والازدهار في سوريا، كما أثنت على الجهود السعودية والتركية التي ساهمت في الوصول إلى هذا القرار، وأكدت دعم قطر الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها.
وفي السياق ذاته، هنأ ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس السوري أحمد الشرع بمناسبة رفع العقوبات، مشيداً بجهود المملكة العربية السعودية في دعم هذا التحول الكبير.
كما رحّب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، بالقرار الأميركي، وعبّر عن تقديره للدور الفاعل الذي لعبته الرياض في تسهيل الحوار الأميركي السوري.
من جهتها، اعتبرت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط أن الإعلان عن رفع العقوبات كان ثمرة شراكة مباشرة بين الرئيس ترمب و ولي العهد السعودي، ما يعكس تنسيقًا استراتيجيًا عالي المستوى بين الرياض و واشنطن.
كما صدرت بيانات ترحيب من عدة دول عربية؛ حيث أعلنت الكويت، مصر، وليبيا تأييدها الكامل للخطوة الأميركية، و وصفت الخارجية الليبية القرار بأنه "بارقة أمل نحو إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق وتمهيد لجهود التعافي الوطني".
وزارة الإعلام السورية أكدت أن الرئيس أحمد الشرع سيعقد اجتماعه الرسمي مع الرئيس ترمب في الرياض صباح الغد يوم الأربعاء، بينما سيتوجه وزير الخارجية السوري إلى تركيا للقاء نظيره الأميركي، في استمرار لسلسلة من اللقاءات الدبلوماسية التي تهدف إلى إعادة ترتيب العلاقات السياسية والاقتصادية على مستوى المنطقة.