الأمم المتحدة تعلن رسميًا المجاعة في غزة لأول مرة منذ اندلاع الحرب
22 أغسطس 2025139 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط
16
أعلنت الهيئة الدولية المعنية برصد الجوع عالمياً، والمدعومة من الأمم المتحدة والمعروفة باسم "نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ( IPC )" ، اليوم الجمعة 22 أغسطس / آب ، أمام مجلس الأمن، اندلاع مجاعة رسمية في قطاع غزة، في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب قبل نحو 22 شهراً.
وبحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن هذا الإعلان التاريخي قد يفتح الباب أمام ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل، وسط اتهامات متبادلة وتدهور إنساني غير مسبوق.
من جانبه، سارع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إلى مهاجمة القرار، متهماً الهيئة الأممية بـ "تغيير المعايير بما يخدم رواية حركة حماس" ، على حد قوله.
* ثلاث معايير حُسمت : المجاعة باتت واقعاً
يُستند إعلان المجاعة إلى ثلاثة معايير صارمة وضعها نظام IPC ، وقد تأكد تحقيقها جميعاً في قطاع غزة :
1 _ أكثر من 20% من الأسر تواجه نقصاً حاداً في الغذاء.
2 _ 30% على الأقل من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد.
3 _ وفاة شخصين يومياً على الأقل من كل 10,000 نسمة بسبب الجوع.
ويُذكر أن هذا النظام لم يُستخدم للإعلان عن المجاعة سوى أربع مرات فقط منذ تأسيسه عام 2004، كان آخرها في السودان عام 2024.
* المجاعة تضرب محافظة غزة .. وتهديد بامتدادها جنوباً
شمل إعلان المجاعة محافظة غزة التي تضم مدينة غزة، ثلاث بلدات مجاورة، وعدداً من مخيمات اللاجئين، ويقطنها نحو نصف مليون نسمة.
وتشير إحاطة إعلامية اطلعت عليها صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن "أكثر من 500 ألف شخص في قطاع غزة يعيشون حالياً في ظروف كارثية، تتسم بالجوع الحاد، والعوز، والموت".
وحذّرت الإحاطة من احتمال امتداد المجاعة إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر، في ظل أزمة إنسانية متصاعدة.
* أكثر من نصف سكان غزة في "مرحلة الطوارئ الغذائية"
وفق بيانات الأمم المتحدة :
• 1.07 مليون شخص في غزة _أي أكثر من نصف السكان_ يعانون من مستويات "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي.
• 1.35مليون شخص بحاجة إلى مأوى طارئ، في ظل تهالك الخيام المنتشرة بسبب كثرة النزوح وظروف الطقس القاسية.
* وفيات بالجوع ومخاطر الوصول إلى المساعدات
في جنيف، صرّح ثُمين الخيطان المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قائلاً :
"هذا الوضع المأساوي هو نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة الإسرائيلية في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف أن كميات المساعدات التي دخلت القطاع خلال الأسابيع الأخيرة "أقل بكثير مما هو مطلوب لتفادي انتشار المجاعة" ، مشيراً إلى استمرار سقوط ضحايا، بينهم أطفال، نتيجة الجوع.
وأكد الخيطان أن الوضع في منطقة المواصي _حيث تم دفع مئات آلاف الفلسطينيين بعد أوامر نزوح متكررة من الجيش الإسرائيلي_ كارثي ، حيث لا طعام، لا ماء، لا كهرباء، ولا مأوى كافٍ.
* "الوصول إلى الطعام قد يكون قاتلاً"
كما أشار الخيطان إلى أن 1857 فلسطينياً قُتلوا منذ 27 مايو الماضي أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، معظمهم برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مواقع توزيع المساعدات التابعة لـ "مؤسسة غزة الإنسانية" أو على طرق مرور الشاحنات.
* أزمة تُحرج إسرائيل أمام المجتمع الدولي
يأتي إعلان المجاعة ليكشف عمق الأزمة الإنسانية في غزة، وسط اتهامات متصاعدة ضد إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي عبر حصارها الممنهج للقطاع ومنع دخول المساعدات، في حين تُواجه تل أبيب ضغطاً دولياً متزايداً بعد تداول صور لأطفال يعانون من الجوع في ظل إنكار رسمي لوجود مجاعة، كما صرّح سابقاً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
قطاع غزة يشهد رسمياً مجاعة معترف بها دولياً لأول مرة في تاريخه، وسط تصاعد غير مسبوق في معاناة السكان، ونُذر بكارثة أشد في الأسابيع القادمة.
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرته على التحرك لوقف واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في القرن الحالي.