دراسة تكشف بقايا اصطدامات عملاقة في أعماق المريخ

يواصل المريخ كشف أسرار ماضيه، إذ أظهرت دراسة علمية جديدة وجود صخور ضخمة كامنة في وشاحه تُعد بقايا اصطدامات كارثية وقعت قبل 4.5 مليار سنة.

الدراسة، التي أجراها فريق من إمبريال كوليدج لندن بالتعاون مع باحثين أمريكيين، استندت إلى بيانات مسبار InSight التابع لوكالة "ناسا"، والذي سجّل خلال مهمته (حتى 2022) أكثر من 1300 هزة مريخية. وقد مكّنت هذه البيانات العلماء من رسم صورة دقيقة غير مسبوقة لتركيب قشرة الكوكب الأحمر ووشاحه ونواته.

وأظهرت النمذجة الحاسوبية أن التباطؤ الملحوظ في الموجات الزلزالية عند مرورها في بعض المناطق يشير إلى وجود صخور عملاقة يبلغ قطرها نحو 4 كيلومترات، تختلف في تركيبها عن الصخور المحيطة. ويُرجَّح أنها بقايا محيطات صهارية تشكلت نتيجة اصطدام كويكبات وكواكب أولية بالمريخ في بدايات النظام الشمسي.

ويؤكد العلماء أن مثل هذه الصخور لم يكن لها أن تبقى على الأرض بسبب حركة الصفائح التكتونية التي تعيد خلط باطنها باستمرار. أما على المريخ، حيث النشاط الجيولوجي أبطأ بكثير، فقد ظلت تلك "الشواهد القديمة" محفوظة، لتقدّم اليوم أدلة نادرة تساعد على فهم نشأة الكواكب.