أثارت نائبة في مجلس النواب المصري، آمال عبد الحميد، جدلاً واسعاً بمقترحها الجديد لتعديل مواعيد العمل الرسمية بحيث تبدأ من الخامسة صباحًا وتنتهي عند الثانية عشرة ظهرًا.
هذا الاقتراح الذي أحدث ضجة كبيرة في الأوساط الشعبية والرسمية، قوبل بردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، وسط تأييد من بعض الأطباء الذين يرون فيه فائدة صحية كبيرة.
وأكدت النائبة آمال عبد الحميد أن تعديل مواعيد العمل بهذا الشكل سيزيد من كفاءة الأداء الوظيفي، ويساعد على تحقيق الاستقرار الأسري عبر منح الموظفين وقتاً أطول لقضائه مع أسرهم في فترة بعد الظهر، ما يعزز الترابط الأسري.
وأشارت إلى أن الدراسة العلمية تدعم فكرة الاستيقاظ المبكر والعمل في الصباح الباكر، لما له من أثر إيجابي في رفع إنتاجية الموظفين وتجنب الخمول الناتج عن السهر وقلة النوم.
من جهة أخرى، أوضح الاقتراح أن تعديل مواعيد العمل سيسهم في ترشيد استهلاك الطاقة، والحد من الازدحام المروري الذي يطغى على شوارع القاهرة والمدن الكبرى في مصر، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام.
وأشاد استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، بالمقترح واصفاً إياه بأنه "فكرة جيدة للغاية"، معتبراً أن فترة التكيف ضرورية لاعتماد هذا النظام الجديد بشكل طبيعي.
وأكد فرويز أن بدء العمل مبكراً ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية للموظفين، وذلك بسبب تنشيط النواقل العصبية مثل الإندورفين والدوبامين، اللذين يعززان الشعور بالسعادة والاسترخاء في ساعات الصباح الأولى.
في السياق نفسه، أشار مدرس طب المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة المنصورة، الدكتور محمد عبد الحليم الطنطاوي، إلى توافق مواعيد العمل المقترحة مع الساعة البيولوجية للجسم، مما يساهم في تعزيز صحة القلب والمخ والدورة الدموية.
و ذكر الطنطاوي أن الاستيقاظ المبكر، خاصة بدءًا من صلاة الفجر، يساعد في الوقاية من الجلطات القلبية والدماغية، مستشهداً بتجارب مراكز طبية أوروبية توصي ببدء اليوم مبكراً كجزء من برنامج وقائي صحي.
يبقى التحدي الأكبر في قبول المجتمع لهذا التغيير والتكيف معه، لكن خبراء الصحة يؤكدون أن النتائج الصحية والإنتاجية ستكون إيجابية مع مرور الوقت، مما قد يجعل من العمل المبكر نمط حياة جديد في مصر.