الضمانات الأمنية لأوكرانيا: بين وعود الغرب ومخاوف موسكو
4 سبتمبر 2025147 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
بينما تدخل الحرب في أوكرانيا عامها الرابع، تتصاعد النقاشات في العواصم الغربية حول شكل الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لكييف في مرحلة ما بعد الحرب. المسؤولون الأوروبيون يعتبرون أن العروض الأمريكية الجديدة بتوفير دعم جوي واستخباراتي تشكل "الخطوة الحاسمة" التي تنتظرها أوروبا لتبرير إرسال قوات إلى الأراضي الأوكرانية. لكن هذه الخطط الطموحة تتعثر أمام حقيقة واحدة ثابتة: عدم وجود أي مؤشر على استعداد روسيا لوقف القتال.
منذ أشهر، تقود فرنسا وبريطانيا تحالفاً أوروبياً يسعى لصياغة ترتيبات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، تتضمن نشر قوات على الأرض. الزيارات المتكررة للوفود الأوروبية إلى البيت الأبيض أسفرت عن موافقة مبدئية من إدارة ترامب على تقديم دعم يتضمن قدرات دفاع جوي إضافية، وربما المساعدة في فرض منطقة حظر طيران، إلى جانب إمكانات المراقبة والاستطلاع. لكن المسؤولين الأمريكيين يحذرون بأن "العرض يختلف عن الموافقة"، وأن القرار النهائي لم يتخذ بعد.
المعضلة الحقيقية تكمن في الموقف الروسي المتصلب. الكرملين يرفض بشكل قاطع أي وجود لقوات أوروبية أو تابعة لحلف الناتو في أوكرانيا، حتى لو لم تكن تعمل رسمياً تحت راية الحلف. بدلاً من ذلك، تقترح موسكو قوات حفظ سلام صينية كبديل، وهو طرح قوبل بفتور في العواصم الغربية.
الخطط الأوروبية تتضمن تأمين الأجواء فوق أوكرانيا والبحر الأسود، ونشر قوة "طمأنة" على الأرض بعيدة عن خطوط القتال، إلى جانب عنصر تدريبي لإعادة بناء الجيش الأوكراني وتحويله إلى ما يصفه القادة الأوروبيون بـ "قنفذ فولاذي". الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن وزراء الدفاع الأوروبيين أتموا خططاً "سرية للغاية"، مشدداً على أن السؤال الآن هو "صدق روسيا".
لكن هذه الطموحات الأوروبية تواجه تحديات جسيمة. فالدعم الأمريكي مشروط بأن "يتولى الأوروبيون زمام المبادرة"، كما أن بعض العواصم الأوروبية تواجه معضلات داخلية خشية أن تتحول المشاركة إلى عبء سياسي إذا ما عرّضت حياة الجنود للخطر. ألمانيا، على سبيل المثال، لم تقدم التزامات نهائية رغم لهجتها المنفتحة، بينما لا تزال النقاشات جارية في باريس ولندن حول حجم المشاركة وكيفية الرد على أي خرق روسي محتمل.
الأهم من ذلك، أن التوافق على إجراءات أمنية في المدى القريب قد يعزز موقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إذا دخل في مفاوضات سلام مع موسكو قد تتطلب تنازلات إقليمية مؤلمة. الضمانات الأمنية قد تكون البطاقة التي تمنح كييف شيئاً من الأمان في وجه مستقبل غامض.
السلام الحقيقي يحتاج إلى أكثر من خطط أمنية، يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف، وإلى استعداد للتوافق على حلول وسطى توقف نزيف الدماء وتفتح الطريق أمام مستقبل أكثر استقراراً لأوكرانيا والمنطقة بأسرها.
منذ أشهر، تقود فرنسا وبريطانيا تحالفاً أوروبياً يسعى لصياغة ترتيبات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، تتضمن نشر قوات على الأرض. الزيارات المتكررة للوفود الأوروبية إلى البيت الأبيض أسفرت عن موافقة مبدئية من إدارة ترامب على تقديم دعم يتضمن قدرات دفاع جوي إضافية، وربما المساعدة في فرض منطقة حظر طيران، إلى جانب إمكانات المراقبة والاستطلاع. لكن المسؤولين الأمريكيين يحذرون بأن "العرض يختلف عن الموافقة"، وأن القرار النهائي لم يتخذ بعد.
المعضلة الحقيقية تكمن في الموقف الروسي المتصلب. الكرملين يرفض بشكل قاطع أي وجود لقوات أوروبية أو تابعة لحلف الناتو في أوكرانيا، حتى لو لم تكن تعمل رسمياً تحت راية الحلف. بدلاً من ذلك، تقترح موسكو قوات حفظ سلام صينية كبديل، وهو طرح قوبل بفتور في العواصم الغربية.
الخطط الأوروبية تتضمن تأمين الأجواء فوق أوكرانيا والبحر الأسود، ونشر قوة "طمأنة" على الأرض بعيدة عن خطوط القتال، إلى جانب عنصر تدريبي لإعادة بناء الجيش الأوكراني وتحويله إلى ما يصفه القادة الأوروبيون بـ "قنفذ فولاذي". الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن وزراء الدفاع الأوروبيين أتموا خططاً "سرية للغاية"، مشدداً على أن السؤال الآن هو "صدق روسيا".
لكن هذه الطموحات الأوروبية تواجه تحديات جسيمة. فالدعم الأمريكي مشروط بأن "يتولى الأوروبيون زمام المبادرة"، كما أن بعض العواصم الأوروبية تواجه معضلات داخلية خشية أن تتحول المشاركة إلى عبء سياسي إذا ما عرّضت حياة الجنود للخطر. ألمانيا، على سبيل المثال، لم تقدم التزامات نهائية رغم لهجتها المنفتحة، بينما لا تزال النقاشات جارية في باريس ولندن حول حجم المشاركة وكيفية الرد على أي خرق روسي محتمل.
الأهم من ذلك، أن التوافق على إجراءات أمنية في المدى القريب قد يعزز موقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إذا دخل في مفاوضات سلام مع موسكو قد تتطلب تنازلات إقليمية مؤلمة. الضمانات الأمنية قد تكون البطاقة التي تمنح كييف شيئاً من الأمان في وجه مستقبل غامض.
السلام الحقيقي يحتاج إلى أكثر من خطط أمنية، يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف، وإلى استعداد للتوافق على حلول وسطى توقف نزيف الدماء وتفتح الطريق أمام مستقبل أكثر استقراراً لأوكرانيا والمنطقة بأسرها.