نيزك مريخي يُباع بملايين في مزاد أمريكي والنيجر تفتح تحقيقًا
14 أغسطس 202573 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط
16
أشعل بيع نيزك مريخي ضخم في نيويورك شرارة أزمة دولية، بعد أن أعلنت حكومة النيجر فتح تحقيق رسمي عقب مزاد علني جرى يوم 16 يوليو 2025، باعت خلاله دار "سوذبيز" الشهيرة صخرة نيزكية تزن نحو 25 كيلوغراماً، وُصفت بأنها أكبر نيزك مريخي عُثر عليه حتى الآن، مقابل مبلغ قياسي تجاوز 5 ملايين دولار، لمشترٍ مجهول الهوية.
الصخرة التي أُطلق عليها اسم NWA 16788، تم العثور عليها بتاريخ 16 نوفمبر 2023 على يد ما يُعرف بـ "صائد نيازك" في منطقة أغاديز النائية شمال النيجر.
وبعد ذلك، شقّت طريقها إلى الأسواق العالمية، حيث بيعت لتاجر دولي، ثم عُرضت مؤقتاً في إيطاليا، قبل أن تظهر في كتالوغ المزادات بأميركا الشمالية.
لكن النيجر لم تقف مكتوفة الأيدي، إذ أعلنت حكومتها تعليق تصدير الأحجار الكريمة والنيازك حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن القضية "تحمل على الأرجح كل سمات الاتجار الدولي غير المشروع"، بحسب ما جاء في بيان رسمي.
وفي الوقت الذي تنفي فيه "سوذبيز" هذه الاتهامات، مؤكدة أن الحجر النيزكي نُقل وبيع "وفقاً للإجراءات الدولية المعمول بها" ، أشارت إلى أنها بصدد مراجعة الملف داخلياً على خلفية الجدل المتصاعد.
من جانبه، عبّر عالم الحفريات الأميركي بول سيرينو، الذي عمل لفترة طويلة مع السلطات في نيامي، عن غضبه الشديد، مؤكداً أن "جميع هويات الأشخاص المتورطين في هذه القصة لا تزال طي الكتمان"، وأضاف :
"لو تم التقاط هذا الحجر النيزكي أثناء تحركه في الغلاف الجوي، لكان بالإمكان المطالبة به، لكن بما أنه سقط داخل حدود النيجر، فهو ملك للدولة، حتى وإن كان مصدره المريخ".
ويُعقّد القضية غياب إطار قانوني عالمي موحد لملكية النيازك ؛
ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تعود ملكية النيزك لمالك الأرض التي يسقط عليها، إن كانت أرضاً خاصة.
أما في النيجر، فلدى الدولة قانون يحمي ممتلكاتها الثقافية والطبيعية، بما في ذلك "العينات النادرة من المعادن" ، بحسب ما أشار إليه الأستاذ في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي ماتيو غونيل، و والده ماكس غونيل أستاذ الجيولوجيا.
الأزمة لا تتوقف عند الجانب القانوني فقط، بل تطرح أيضاً تساؤلات أخلاقية وعلمية ، فالصخرة التي بيعت تعد كنزاً علمياً فريداً، نظراً لحجمها الهائل مقارنةً بأي نيزك مريخي آخر، ما يجعلها شهادة استثنائية على التاريخ الجيولوجي للكوكب الأحمر.
البروفيسور سيرينو دعا في هذا السياق إلى إعادة النيزك إلى النيجر، قائلاً :
"في رأيي، هذا ليس شيئاً يُفترض بيعه في مزاد، مع خطر أن يختفي إلى الأبد في قبو أو خلف زجاج أحد الأثرياء. هذا إرث علمي يجب أن يكون متاحاً للباحثين وللشعوب".
وفي ظل الاتهامات المتبادلة، والغموض الذي يلفّ مسار هذه الصخرة منذ لحظة اكتشافها، يبقى السؤال :
هل يُمكن للنيجر استعادة ما تعتبره كنزاً وطنياً ؟ أم أن هذا النيزك، الذي قطع ملايين الكيلومترات من المريخ، سيضيع وسط شبكة المصالح والسماسرة والقوانين الغامضة ؟