في تطور لافت ضمن الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تكون مدينة جنيف السويسرية، الدولة المحايدة، هي المكان المناسب لاستضافة قمة سلام محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
جاء هذا التصريح الثلاثاء 19 أغسطس / آب 2025، غداة اجتماع رفيع المستوى في البيت الأبيض، جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقادة أوروبيين والرئيس الأوكراني زيلينسكي، حيث ناقش المجتمعون الضمانات الأمنية الواجب تقديمها لأوكرانيا.
وقال ماكرون في تصريح نقلته وكالة فرانس برس، إن "من الضروري أن تُعقد القمة في دولة محايدة، ولهذا السبب نرى أن جنيف خيار مناسب" ، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية ستبدأ من اليوم العمل على بلورة تلك الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
* مساعٍ لعقد اللقاء خلال أسابيع
وأكد الرئيس الفرنسي أن "الأوروبيين سيبذلون أقصى جهودهم لعقد هذا اللقاء الروسي الأوكراني خلال الأيام، أو ربما الأسابيع القليلة المقبلة" ، معتبرًا أن "الأيام الخمسة عشر القادمة ستكون حاسمة للغاية" ، خاصة في ظل الحاجة إلى تنسيق كامل مع الجانب الأميركي لتثبيت الالتزامات الأمنية تجاه أوكرانيا.
* موقف الأطراف
في حين لم يصدر أي موقف رسمي من الكرملين بشأن المبادرة الفرنسية أو اللقاء المقترح، فإن الرئيس الأوكراني أعرب عن استعداده للجلوس مع بوتين، ومناقشة سبل وقف الحرب، بما في ذلك مسألة الأراضي الخلافية.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة إلى إمكانية عقد القمة خلال أسبوعين، ما يعكس جدية الأطراف المعنية في التوصل إلى تسوية سلمية، أو على الأقل التمهيد لحوار مباشر طال انتظاره.
* لقاء البيت الأبيض : "إيجابي ومهم"
وكان البيت الأبيض قد شهد أمس الاثنين قمة هامة ضمت ترامب، زيلينسكي، وقادة أوروبيين، وُصفت من جميع الأطراف بأنها "إيجابية ومهمة".
وقد توافق الحاضرون على ضرورة تقديم ضمانات واضحة لأوكرانيا، لحماية حدودها وسيادتها، في ظل استمرار التصعيد العسكري والتوتر على الساحة الدولية.
ويترقب العالم نتائج التحركات الدبلوماسية الحالية، وسط أمل متزايد بأن تكون جنيف منصة لانطلاق مفاوضات سلام تنهي واحدة من أكثر الحروب دموية واضطرابًا في تاريخ أوروبا الحديث.