فتاة جزائرية تحبس نفسها 25 سنة بعد رسوبها في البكالوريا

17 أغسطس 2025130 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة
فتاة جزائرية تحبس نفسها 25 سنة بعد رسوبها في البكالوريا
في حادثة هزّت الشارع الجزائري وأثارت موجة من الصدمة والأسى، سجنت فتاة نفسها داخل منزلها لمدة 25 عاماً كاملة، بعد رسوبها في شهادة البكالوريا.

المنزل الذي احتجزت فيه الفتاة طوال ربع قرن ظهر في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد بدا في حالة متهالكة ومليء بالأغراض مبعثرة بشكل عشوائي، تعكس واقعاً مؤلماً لعزلتها الطويلة.

أفاد جيران الفتاة بأنّها كانت ترفض أيّ محاولة للتدخل، حيث كانت تعنف وتسبّ من يقترب منها، حتى أن إخوتها الذين يشاركونها السكن في البيت العائلي الكبير لم يتمكنوا من إخراجها أو مساعدتها خلال تلك الفترة.

وبعد أن تقدم أحد الجيران ببلاغ، تدخلت السلطات الأمنية والحماية المدنية لإنقاذها من هذه الحالة المؤسفة.

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع القصة، معبرين عن استغرابهم الشديد، متسائلين عن الأسباب التي أدت إلى ترك الفتاة تعيش هذه المعاناة دون رعاية أو دعم طوال هذه السنين.
وذهب البعض إلى التساؤل عمّا إذا كان هناك إهمال متعمد من المجتمع أو العائلة، مؤكدين على ضرورة فتح تحقيق حول هذا الإهمال، خاصة وأن التدخل النفسي المبكر كان من الممكن أن يمنع تدهور حالتها.

وفي تعليق علمي، قال المختص في علم الاجتماع عبد الحفيظ صندوقي إن الصدمات النفسية تختلف تأثيراتها بناءً على عوامل كثيرة منها طبيعة الصدمة والبيئة المحيطة بالشخص، مؤكداً أن التدخل النفسي والعلاجي المبكر يزيد فرص شفاء المريض أو على الأقل يقلل من تفاقم حالته.

وأضاف صندوقي أن ترك الفتاة في هذه الحالة لفترة طويلة يعكس الواقع المتغير للمجتمع الجزائري، حيث تضاءلت روابط الجيرة والتكافل الاجتماعي التي كانت في الماضي أقوى بكثير، وهو ما ينعكس أحياناً في حالات مأساوية مشابهة، منها اكتشاف وفاة أشخاص في منازلهم بعد مرور وقت طويل دون معرفة أحد بحالهم.

واختتم المختص بتأكيد أن هذا التفكك الاجتماعي، الذي يشبه ما يحدث في المجتمعات الغربية، أدى إلى تفاقم حالات العزلة والانعزال حتى داخل الأسرة الواحدة، مما يجعل مثل هذه القصص المؤلمة أكثر انتشاراً.

هذه القصة المأساوية تطرح تساؤلات كبيرة حول دور المجتمع والأسرة في رعاية الأفراد الذين يمرون بأزمات نفسية، والحاجة الملحة إلى دعم نفسي واجتماعي أكثر فعالية لمنع تكرار مثل هذه الحالات.

مشاركة الخبر