ارتفاع أسعار النفط بدعم مخاوف الإمدادات جراء التصعيد العسكري

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً يوم الثلاثاء 2 أيلول، في ظل مخاوف السوق المتزايدة من تعطل الإمدادات بسبب التصعيد المستمر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتأثيره المباشر على البنية التحتية للطاقة.
وبحلول التعاملات، صعد خام برنت القياسي بمقدار 28 سنت (ما يعادل 0.41%) ليصل إلى 68.43 دولار للبرميل. بينما قفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 91 سنت (بنسبة 1.42%) ليُسجِّل سعر 64.92 دولار للبرميل.
ويعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى الهجمات الأوكرانية الأخيرة باستخدام الطائرات المسيّرة، والتي أدت إلى إغلاق منشآت نفطية حيوية. وفقاً لحسابات "رويترز"، فإن هذه المنشآت تمثل ما لا يقل عن 17% من طاقة معالجة النفط الروسية، أي ما يعادل نحو 1.1 مليون برميل يومياً.
ويأتي هذا التصعيد بعد تصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد، الذي أعلن فيه أن بلاده "تخطط لشن ضربات جديدة داخل العمق الروسي"، وذلك بعد أسابيع من هجمات مركّزة استهدفت منشآت الطاقة الروسية.
وقد كثَّفت كل من روسيا وأوكرانيا غاراتهما الجوية في الأسابيع الأخيرة؛ حيث تستهدف موسكو أنظمة الطاقة والنقل في أوكرانيا، بينما تركّز كييف على مصافي النفط وخطوط الأنابيب الروسية.
وفي تعليق على الوضع، قال دانيال هاينز، خبير السلع في "إيه.إن.زد بنك"، في مذكرة صدرت اليوم الثلاثاء: "لا تزال المخاطر على البنية التحتية للطاقة في روسيا مرتفعة، فقد واصلت أوكرانيا ضرب المزيد من مصافي النفط الروسية خلال عطلة نهاية الأسبوع مع تكثيف هجماتها".
على صعيد آخر، دخلت العوامل الجيوسياسية حيز الصورة بعد أن طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس الاثنين رؤيته لما وصفه "بنظام عالمي جديد" يعطي الأولوية للجنوب العالمي، في تحد مباشر للولايات المتحدة، وذلك خلال قمة ضمّت قادة روسيا والهند. وتعد الصين والهند أكبر مشترين للخام الروسي، الذي يُعد ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم. وقد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية إضافية على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، في حين لم يفرض رسوماً مماثلة على الصين.
وفي انتظار تطورات السوق، يتطلع المستثمرون الآن إلى اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها ضمن تحالف "أوبك+" المقرر عقده في السابع من أيلول القادم، بحثاً عن أي مؤشرات تتعلق بزيادة جديدة في إنتاج المجموعة.