ارتفاع أسعار النفط بدعم من توقعات قوية للطلب وتحسن الآفاق الاقتصادية

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً في تعاملات اليوم الأربعاء 16 تموز، مدعومةً بتوقعات إيجابية حول نمو الطلب في الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط عالمياً، إلى جانب تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية.
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2%، لتصل إلى 68.87 دولاراً للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنحو 0.3%، مسجلةً 66.78 دولاراً للبرميل.
جاء هذا الارتفاع بعد يومين من التراجع النسبي، حيث ظلت السوق مستقرة نسبياً تجاه التهديدات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي. كما ظلت التحركات السعرية ضمن نطاق ضيق، نتيجة لتأثرها بعوامل متعارضة، أبرزها الطلب الموسمي القوي المرتبط بزيادة النشاط الصناعي والسفر الصيفي في نصف الكرة الشمالي، مقابل مخاوف من أن تؤدي التوترات التجارية إلى إعاقة النمو الاقتصادي وتراجع استهلاك الوقود.
أكد محللو مجموعة بورصات لندن في تقرير حديث أن الطلب الموسمي الحالي يمنح زخماً إيجابياً لأسعار النفط، خاصة مع بلوغ النشاط الصناعي والسفر ذروتهما. وأشاروا إلى أن ارتفاع استهلاك البنزين في الولايات المتحدة خلال احتفالات الرابع من تموز يعكس قوة الطلب على الوقود، مما ساعد في تعويض الضغوط النزولية الناتجة عن زيادة المخزونات والمخاوف التجارية.
وعلى الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين خلال الربع الثاني، إلا أن وتيرة الانخفاض جاءت أقل حدة من المتوقع، ويعزى ذلك جزئياً إلى تسارع وتيرة الصادرات تحسباً لفرض رسوم جمركية أميركية، مما خفف من حدة المخاوف حول أداء ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي يعد أيضاً أكبر مستورد للنفط الخام.
في غضون ذلك، توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر الثلاثاء تحسناً في الأداء الاقتصادي العالمي خلال النصف الثاني من العام، مما يعزز توقعات نمو الطلب على النفط. وسلط التقرير الضوء على الأداء القوي لاقتصادات الهند والصين والبرازيل، بينما أظهرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي علامات انتعاش واضحة منذ بداية العام.